الجنيه الإسترليني في حالة ترقب: هدوء يسبق قرارات الفائدة من لندن وواشنطن
يتداول الجنيه الإسترليني بهدوء مقابل الدولار الأمريكي وسط ترقب الأسواق لاجتماعات السياسة النقدية في كل من بنك إنجلترا والاحتياطي الفيدرالي. في الأثناء، تعزز التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط الحذر في الأسواق، ما يزيد الغموض حول توجهات العملات الرئيسية.

استهل الجنيه الإسترليني تعاملاته الأسبوعية على استقرار ملحوظ مقابل الدولار الأمريكي، متداولاً حول مستوى 1.3590، في نطاق قريب من تداولات الجمعة الماضية. ويأتي هذا الأداء الهادئ وسط حالة ترقب شديدة في الأسواق قبيل صدور قرارات السياسة النقدية من مجلس الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء، وبنك إنجلترا يوم الخميس.
في هذا السياق، سجل مؤشر الدولار الأمريكي انخفاضًا طفيفًا ليصل إلى نحو 98.00، ما يعكس تراجعًا في شهية المخاطرة العالمية. ويتوقع أن يُبقي كلا البنكين المركزيين أسعار الفائدة دون تغيير، حيث تشير تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي إلى ضرورة التريث في تعديل معدلات الفائدة حتى تتضح تداعيات السياسات الاقتصادية التي ينوي الرئيس دونالد ترامب تطبيقها، والتي قد تكون ذات طابع تضخمي.
على الجانب البريطاني، ينتظر المستثمرون إعلان بنك إنجلترا الذي يُرجح أن يُبقي على سعر الفائدة عند 4.25%، مواصلاً نهجه "الحذر والتدريجي" في خفض الفائدة، بعد تقليصها بمقدار 25 نقطة أساس في مايو. ومع ذلك، تتزايد الشكوك حول استمرار هذا التوجه، خاصة في ظل تباطؤ سوق العمل المحلي نتيجة زيادة أعباء أصحاب الأعمال بعد رفع مساهمتهم في التأمين الوطني من 13.8% إلى 15%.
كما تترقب الأسواق صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلك البريطاني لشهر مايو، والتي من المتوقع أن تعكس تباطؤاً نسبياً في نمو الأسعار. وفي الخلفية، تلقي الأزمة المتصاعدة بين إسرائيل وإيران بظلالها على معنويات المستثمرين، إذ شهدت الساعات الماضية تبادل تهديدات وتصعيداً ميدانياً، وسط تحذيرات من تداعيات أمنية واقتصادية على المنطقة، بما في ذلك تهديد طهران بإغلاق مضيق هرمز، أحد أهم ممرات النفط في العالم.
كل هذه المعطيات تجعل من الأسبوع الجاري محوريًا لحركة الجنيه الإسترليني، وسط خليط من الحذر النقدي والتوترات الجيوسياسية العالمية