الجنيه الإسترليني يتراجع تحت ضغط بيانات ضعيفة ومخاوف تجارية أمريكية
انخفض زوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار بعد تسجيل مبيعات التجزئة البريطانية لأسوأ أداء شهري منذ عام 2023، وسط تحسن نسبي للدولار الأمريكي بدعم من التوترات التجارية مع الصين. وتبقى الأسواق متأهبة لبيانات اقتصادية مرتقبة قد تحدد توجهات السياسة النقدية القادمة في كلا البلدين.

شهد الجنيه الإسترليني تراجعًا طفيفًا خلال تعاملات الجمعة مقابل الدولار الأمريكي، ليتداول زوج GBP/USD عند مستوى 1.3456، منخفضًا بنسبة 0.07%. هذا الانخفاض جاء عقب صدور بيانات مبيعات التجزئة البريطانية التي أظهرت انكماشًا حادًا بنسبة 2.7% في مايو، مسجلة أسوأ أداء شهري منذ عام 2023، ومقارنة بتوقعات تشير إلى تراجع أقل عند 0.5%.
في المقابل، استفاد الدولار الأمريكي من تزايد الطلب عليه كملاذ آمن، في ظل تقارير تشير إلى احتمال إلغاء الولايات المتحدة إعفاءات تصدير الرقائق لبعض حلفائها ممن يمتلكون منشآت في الصين، ما رفع حدة التوترات التجارية العالمية. ورغم تراجع طفيف في مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) إلى 98.62، فإنه يتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية تتجاوز 0.57%.
على صعيد السياسة النقدية، أظهر تقرير السياسة النقدية الصادر عن الاحتياطي الفيدرالي أن التعريفات الجمركية بدأت تُظهر أثرًا أوليًا في رفع معدلات التضخم، في حين لم تظهر التأثيرات الكاملة بعد. وأشار التقرير إلى أن السياسة الحالية مناسبة رغم ارتفاع حالة عدم اليقين، كما أكد على متانة النظام المالي. إلا أن تصريحات أحد صانعي السياسة، كريستوفر والر، فتحت الباب أمام احتمال خفض الفائدة خلال اجتماع يوليو المقبل.
وفي المملكة المتحدة، جاءت بيانات مبيعات التجزئة بعد يوم واحد فقط من قرار بنك إنجلترا بالإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير عند 4.25%، وهو قرار وصفه كثيرون بأنه يميل إلى التيسير، بعد أن صوت ثلاثة أعضاء لصالح خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس. وارتفعت توقعات الأسواق حاليًا إلى نحو 60% لاحتمال خفض الفائدة خلال اجتماع أغسطس المقبل.
وتترقب الأسواق الأسبوع المقبل عددًا من البيانات المحورية، أبرزها أرقام الناتج المحلي الإجمالي ومؤشرات مديري المشتريات في المملكة المتحدة، بالإضافة إلى تقارير التضخم والناتج المحلي في الولايات المتحدة، مما سيؤثر بشكل كبير على مسار زوج GBP/USD.
من الناحية الفنية، لا يزال الزوج يميل نسبيًا نحو الصعود، لكنه يجد مقاومة قوية عند مستوى 1.3500 والمتوسط المتحرك لـ20 يومًا عند 1.3515. أما على جانب الدعم، فإن كسر مستوى 1.3450 قد يفتح المجال لاختبار 1.3400، حيث المتوسط المتحرك لـ50 يومًا. أما في حال تمكن المشترون من تجاوز المقاومة، فقد يستهدف الزوج مستويات 1.3550 ثم 1.3631، وهو أعلى مستوى تم تسجيله هذا العام.