الجنيه الإسترليني يتراجع نحو 1.3100 وسط تصاعد التوترات السياسية ومخاوف خفض الفائدة في بريطانيا
تراجع الجنيه الإسترليني مع تزايد القلق من احتمال تحدٍ لقيادة رئيس الوزراء ستارمر وتزايد الرهانات على خفض بنك إنجلترا للفائدة في ديسمبر بنسبة تقارب 90%.
شهد الجنيه الإسترليني تراجعًا ملحوظًا خلال تعاملات يوم الأربعاء، متجهًا نحو مستوى 1.3100 أمام الدولار الأمريكي، وسط اضطرابات سياسية داخلية وتوقعات متزايدة بخفض وشيك في أسعار الفائدة البريطانية. انخفض زوج GBP/USD بأكثر من 0.34% ليصل إلى 1.3105، بعد أن أثارت التقارير حول احتمال تحدي قيادة رئيس الوزراء كير ستارمر حالة من عدم اليقين السياسي قبل صدور الميزانية المالية المنتظرة.
ذكرت تقارير إعلامية بريطانية أن بعض الدوائر داخل حزب العمال تخشى من وجود تحركات سرية ضد ستارمر، بينما شدد رئيس الوزراء، بحسب وكالة رويترز، على أنه لن يتراجع أمام أي محاولة لزعزعة موقعه. من جانبه، نفى وزير الصحة ويس ستريتينغ، الذي ترددت أنباء عن اعتباره منافسًا محتملاً، وجود أي نية لديه للمطالبة باستقالة ستارمر، مؤكدًا لشبكة سكاي نيوز أنه "لا توجد مؤامرة داخل الحزب".
على الصعيد الاقتصادي، زادت البيانات الأخيرة من الضغط على الجنيه، إذ أظهرت ارتفاع معدل البطالة إلى 5% وتباطؤ نمو الأجور، ما دفع المتداولين إلى رفع توقعاتهم لاحتمال خفض بنك إنجلترا للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع ديسمبر إلى نحو 90%، وفقًا لبيانات Prime Market Terminal. ومن المتوقع أن تنخفض معدلات الفائدة إلى 3.75% إذا مضى البنك في هذا الاتجاه.
في المقابل، استفاد الدولار الأمريكي من التطورات السياسية في واشنطن، مع اقتراب تصويت مجلس النواب الأمريكي على مشروع قانون لإنهاء الإغلاق الحكومي المستمر منذ أسابيع. وساهمت تلك الأنباء في دعم مؤشر الدولار الأمريكي (DXY)، الذي ارتفع بنسبة 0.13% ليصل إلى 99.58، بعد أن ارتد من أدنى مستوياته في اليوم السابق.
ورغم هذا الارتفاع الطفيف، لا تزال توقعات المستثمرين تميل إلى خفض الفائدة في الولايات المتحدة، إذ أظهر استطلاع أجرته رويترز أن 80% من الاقتصاديين يتوقعون أن يقدم الاحتياطي الفيدرالي على خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس الشهر المقبل.
من الناحية الفنية، تشير التوقعات إلى أن الاتجاه العام لزوج GBP/USD لا يزال هبوطيًا. فإذا كسر السعر مستوى 1.3100، فقد يواجه دعمًا قويًا عند 1.3010، وهو أدنى مستوى منذ أوائل نوفمبر، فيما قد يفتح أي اختراق دون ذلك الطريق نحو مستوى 1.2707 المسجل في أبريل الماضي. أما في حال استقرار السعر فوق 1.3100، فقد يتراوح التداول في نطاق ضيق بين 1.3100 و1.3150 في ظل غياب محفزات اقتصادية جديدة هذا الأسبوع.