الدولار الأمريكي وتوقعات خفض الفائدة: كيف سيؤثر تقرير الوظائف غير الزراعية على السياسات المستقبلية للاحتياطي الفيدرالي؟

ظل الدولار الأمريكي مستقرًا إلى حد كبير خلال الليل بعد الارتداد الطفيف الذي شهده الأسبوع الماضي، لينهي سلسلة من أربعة انخفاضات أسبوعية متتالية. ارتفع مؤشر الدولار نحو مستوى 100.00، بعد أن وصل إلى أدنى مستوى له هذا العام عند 97.921 في 25 أبريل، وفقًا لما أشار إليه محلل الفوركس في MUFG، لي هاردمان.

استقرار الدولار بعد الانخفاضات الأخيرة

حصل الدولار الأمريكي على بعض الدعم الأسبوع الماضي من زيادة التفاؤل بين المستثمرين بأن الرئيس ترامب قد يقوم بتعديل بعض السياسات التجارية المثيرة للجدل التي أطلقها في فترة ولايته الثانية، مثل تقليص التعريفات الحالية بنسبة 145% المفروضة على الواردات الصينية. في نفس الوقت، أعلن ترامب أنه لا يخطط لإقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، مما أعاد بعض الثقة في السياسات الاقتصادية الأمريكية التي تضررت بشكل كبير بعد إعلان التعريفات في "يوم التحرير" في 2 أبريل.

تزايد التفاؤل في الأسواق الأمريكية

كان التحسن في ثقة المستثمرين في السياسات الأمريكية واضحًا في أداء أسواق السندات والأسهم الأمريكية الأسبوع الماضي. فقد استمر مؤشر S&P 500 في التعافي، ليعكس معظم الخسائر التي تكبدها بعد إعلان التعريفات في "يوم التحرير"، حين انخفض بنسبة تقارب 15%. كما شهدت سوق السندات الأمريكية انتعاشًا، حيث تراجعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 30 عامًا من أعلى مستوى لها في 9 أبريل البالغ 5.02% إلى نحو 4.70%.

التحديات أمام الدولار الأمريكي

رغم ذلك، لا يزال هناك شك في أن التغييرات في السياسات التي تم الإعلان عنها حتى الآن ستكون كافية لتحفيز ارتداد مستدام للدولار الأمريكي، حيث أن معدلات التعريفات الحالية تواصل التأثير سلبًا على التجارة العالمية والاقتصاد الأمريكي بشكل عام.

التيسير المحتمل من الاحتياطي الفيدرالي

أشارت تصريحات بعض مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، التي تميل نحو التيسير، إلى استعدادهم لخفض أسعار الفائدة في حال استمرار المخاطر السلبية على النمو الاقتصادي. حيث قال محافظ الاحتياطي الفيدرالي، كريستوفر وولر، إنه "لن يفاجأ إذا بدأنا نرى تسريحات جماعية وزيادة في معدل البطالة في حال عادت التعريفات الكبيرة بشكل خاص"، مشيرًا إلى أنه إذا شهدت سوق العمل تدهورًا كبيرًا، فإن تدخل الاحتياطي الفيدرالي سيكون ضروريًا. ومع ذلك، لا يتوقع أن يكون للتعريفات تأثير كبير على الاقتصاد الأمريكي قبل يوليو، مما يعنى أن الاحتياطي الفيدرالي قد يفضل الانتظار حتى اجتماع لجنة السوق المفتوحة في سبتمبر قبل اتخاذ قرارات بشأن خفض الأسعار، ما لم يظهر ضعف أسرع في سوق العمل مما هو متوقع.