الدولار الأمريكي يتراجع تحت ضغوط الائتمان وتشدد الفيدرالي: لا خفض للفائدة قبل الصيف
يتعرض الدولار الأمريكي لضغوط كبيرة بعد خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة وتأكيد الاحتياطي الفيدرالي أنه لن يقدم على خفض الفائدة قبل الصيف.

سجل مؤشر الدولار الأمريكي تراجعًا ملحوظًا، ليهبط بأكثر من 0.5% يوم الاثنين ويقترب من حاجز 100.00، وسط تزايد الشكوك بشأن مستقبل الاقتصاد الأمريكي وتوجهات السياسة النقدية. هذا الضعف يأتي في أعقاب خفض وكالة موديز التصنيف الائتماني للولايات المتحدة من "AAA" إلى "AA1"، مشيرة إلى تدهور المؤشرات المالية التي لم يعد يمكن تجاهلها، حتى مع القوة الاقتصادية الهائلة للبلاد.
وفي ظل هذا التقييم السلبي، أعرب عدد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي عن موقف حذر تجاه السياسة النقدية. فقد أشار جون ويليامز، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، إلى أن الرؤية لا تزال ضبابية، ما يعني أن تخفيض أسعار الفائدة لن يكون مطروحًا قبل الصيف على الأقل. ووافقه الرأي كل من رافائيل بوستيك من أتلانتا وفيليب جيفرسون نائب رئيس الاحتياطي، اللذين شددا على ضرورة الانتظار قبل اتخاذ قرارات جديدة، مؤكدين أن المخاطر ما زالت قائمة سواء على صعيد التضخم أو سوق العمل.
تعكس هذه التصريحات نهجًا أكثر تشددًا في مواجهة التوقعات المتزايدة بتيسير السياسة النقدية. وفي الواقع، تُظهر أداة "CME FedWatch" أن احتمالات خفض الفائدة في اجتماع يونيو لا تتجاوز 8.3%، وترتفع إلى نحو 36.8% في يوليو. هذا التردد في التحرك يواكبه ارتفاع ملحوظ في عوائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات، التي صعدت إلى 4.51% مقارنة بـ 4.3% يوم الجمعة، وهو ما يعكس تسعير الأسواق لمخاطر أعلى على الدين الأمريكي.
من جهة أخرى، أظهرت بورصات أوروبا أداء إيجابيًا مع اقتراب نهاية جلسة التداول، بينما بقيت الأسواق الأمريكية مترددة وعاجزة عن تحويل الخسائر إلى مكاسب، في ظل هذا التوتر الاقتصادي والمالي.
التحليل الفني لمؤشر الدولار الأمريكي
المؤشر يفقد زخمه تدريجيًا، ويواجه مقاومة قوية عند 101.90 مدعومة بالمتوسط المتحرك لـ 55 يومًا، في حين يشكل مستوى 100.22 دعمًا فنيًا حاسمًا. وفي حال استمرار الضغط البيعي، فقد نشهد اختبارًا لمستويات دنيا جديدة تصل إلى نطاق 95.00، ما يعكس ضعف الثقة في العملة الأمريكية كملاذ آمن.