الدولار الأمريكي يترنح وسط غموض تجاري وترقب بيانات التضخم
انخفض الدولار الأمريكي الثلاثاء مع انحسار تأثير اتفاق التجارة الأمريكي الصيني ووسط ترقب حذر لبيانات التضخم الأمريكية. الفشل في تجاوز مقاومة 102.00 يعزز احتمالات تراجع إضافي في مؤشر الدولار خلال الأيام المقبلة.

يسجل الدولار الأمريكي تراجعاً في تعاملات الثلاثاء، حيث فقد مؤشره الرئيسي (DXY) الزخم ليهبط إلى مستوى 101.60، بعد أن أخفق مجددًا في استعادة مستوى 102.00. يأتي هذا التراجع في ظل فتور الحماس الذي أثاره اتفاق خفض التعريفات الجمركية بين الولايات المتحدة والصين، والذي لا تزال تفاصيله غير واضحة حتى الآن. وقد أثار غياب وضوح الأجندة المقبلة للتعاون التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم شكوكا لدى المستثمرين بشأن مدى جدية الاتفاق، ما انعكس سلباً على أداء العملة الأمريكية.
في هذا السياق، يترقب المستثمرون باهتمام صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي (CPI) لشهر أبريل، التي قد تعطي إشارات جديدة بشأن مسار التضخم والسياسة النقدية. ومن المتوقع أن يسجل التضخم الأساسي والعام نمواً شهرياً بنسبة 0.3%، مع ثبات القراءات السنوية عند 2.4% و2.8% على التوالي. تأتي هذه التوقعات وسط تحذيرات من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، كان أبرزها من رئيس فرع البنك في شيكاغو، أوستان جولسبي، الذي أشار إلى أن التعريفات الحالية قد تستمر في تغذية الضغوط التضخمية.
وفي موازاة ذلك، استمرت التصريحات السياسية في التأثير على المشهد. فقد شن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هجوماً على الاتحاد الأوروبي، متهماً إياه بسلوك تجاري أسوأ من الصين، ومؤكداً أن بلاده تملك زمام المبادرة في المفاوضات الجارية. وعلى صعيد البيانات الاقتصادية، صدر مؤشر تفاؤل الأعمال الصادر عن الرابطة الوطنية للأعمال المستقلة عند 95.8، منخفضاً من 97.4، ولكنه جاء أعلى من التوقعات.
أما في أسواق الأسهم، فقد كانت الصورة متباينة، حيث تراجعت الأسهم الصينية بنسبة 2%، بينما تحركت الأوروبية بلا اتجاه واضح، في حين انخفضت العقود الآجلة الأمريكية بنسبة تقل عن 0.5%. في الوقت ذاته، أظهرت أداة "CME FedWatch" أن احتمال خفض أسعار الفائدة في يونيو لا يتجاوز 8.2%، في حين تشير توقعات يوليو إلى احتمالية بنسبة 38.6% لخفض الفائدة. وعلى صعيد السندات، ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى نحو 4.45%، ما يضعف التوقعات بخفض أسعار الفائدة خلال العام الجاري.
فنيًا، يُظهر مؤشر الدولار علامات ضعف، مع استمرار فشله في تجاوز المقاومة الفنية عند 102.00، وإغلاقه دون الدعم المحوري 101.90، وهو ما قد يمهد الطريق لهبوط نحو مستوى 100.00. في المقابل، إذا عاد الزخم الإيجابي، فقد يستهدف المؤشر المتوسط المتحرك البسيط لـ55 يومًا عند 102.29. أما في حال استمرار التراجع، فالدعم التالي يوجد عند 100.22، ثم مستويات أدنى مثل 97.73 و96.94، وقد تمتد إلى أدنى مستويات لم تُسجل منذ عام 2022.