الدولار يتراجع بهدوء ترقباً لبيانات التوظيف ومفاوضات تجارية مرتقبة بين بكين وواشنطن

شهد الدولار الأمريكي انخفاضًا طفيفًا في تداولات الجمعة، متأثرًا بتقارير تشير إلى إمكانية استئناف المحادثات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، وذلك قبل صدور تقرير الوظائف غير الزراعية المرتقب. تأتي هذه التحركات وسط تراجع المخاوف بشأن التصعيد في الرسوم الجمركية، مما أدى إلى انخفاض مؤشر الدولار (DXY) نحو 99.75، بعد محاولة فاشلة لتجاوز حاجز 100.00.

وفي خطوة لافتة، أعربت الصين عن استعدادها للنظر في الدخول بمفاوضات تعريفات مع إدارة ترامب، مؤكدة أنها تلقت مؤشرات من واشنطن تعبر عن الرغبة في الحوار. من جانبها، طالبت وزارة التجارة الصينية بمزيد من "الجدية" من الولايات المتحدة في هذا السياق.

في موازاة ذلك، تترقب الأسواق صدور بيانات الوظائف الأمريكية لشهر أبريل، مع توقعات بأن يتراوح عدد الوظائف الجديدة بين 50 ألفًا و171 ألفًا، في حين يُتوقع ثبات معدل البطالة عند 4.2٪، ونمو متوسط الأجور بنسبة 0.3٪. أي نتيجة أقل من 50 ألفًا قد تضغط على الدولار، بينما طباعة قوية قد تعزز مكاسبه.

وفي تطورات دولية أخرى، وقّعت واشنطن اتفاقًا مع أوكرانيا يخص قطاع المعادن، وصف بأنه محدود الأثر ولا يتضمن أي التزامات أمنية. وفي اليابان، أشار وزير المالية إلى أن استثمارات طوكيو في الديون الأمريكية قد تُستخدم كورقة ضغط خلال المفاوضات مع الولايات المتحدة.

أما على صعيد السياسة النقدية، فأداة "CME FedWatch" تظهر أن احتمال خفض الفائدة في مايو لا يتجاوز 7.6٪، لكن هذا الرقم يرتفع إلى أكثر من 65٪ لاجتماع يونيو. وتعتمد هذه التوقعات بشكل أساسي على بيانات التوظيف المنتظرة، التي قد تعيد رسم ملامح مسار الفائدة. في الوقت ذاته، تراجعت عوائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى نحو 4.21٪، ما يعكس حذر المستثمرين.

من الناحية الفنية، يقف مؤشر الدولار عند مفترق طرق. في حال تم اختراق مستوى 100.22، فقد نشهد اندفاعة نحو 101.90، بينما قد يؤدي أي كسر دون الدعم عند 97.73 إلى تراجعات أعمق قد تصل إلى مستويات لم تُسجل منذ عام 2022، مثل 94.56.