الدولار يتراجع قبيل محادثات متوترة بين واشنطن وبكين وسط ضغوط اقتصادية متعددة
تراجع الدولار الأمريكي بعد اقترابه من أعلى مستوى في شهر، وسط ترقب الأسواق لمفاوضات حاسمة بين واشنطن وبكين في سويسرا، بينما تؤثر العقوبات والمخاوف من الركود التضخمي على أداء السوق. من جهة أخرى، أكد الاحتياطي الفيدرالي تمسكه بسياسات نقدية مستقرة رغم تصاعد المخاطر.

سجّل الدولار الأمريكي تراجعًا ملحوظًا يوم الجمعة، مع انخفاض مؤشر الدولار (DXY) إلى ما دون مستوى 100.40، بعدما اقترب في وقت سابق من أعلى مستوياته خلال شهر عند 100.86. هذا التراجع جاء في ظل تركيز الأسواق العالمية على المحادثات التجارية المرتقبة بين الولايات المتحدة والصين، المقررة في سويسرا خلال عطلة نهاية الأسبوع، والتي يتوقع أن تكون مشحونة ومفتقرة للنتائج الحاسمة.
من جهة أخرى، تجاهلت الأسواق الإعلان عن اتفاق تجاري بين واشنطن ولندن، معتبرة إياه بلا تأثير فعلي، لا سيما مع بقاء الرسوم الجمركية الأمريكية على السلع البريطانية عند 10%. في السياق ذاته، أبدى الرئيس دونالد ترامب استعدادًا مشروطًا لتقليص الرسوم على المنتجات الصينية إلى 50% في حال تحسن التعاون مع بكين، غير أن الشكوك ما تزال قائمة بشأن تنفيذ ذلك.
وفي تطور يزيد الضغط قبل المفاوضات، أدرجت واشنطن بعض المصافي الصينية المستقلة على قائمة العقوبات نتيجة شرائها النفط الإيراني، فيما استمرت الصين في استيراد كميات كبيرة من الخام، بلغت 11.7 مليون برميل يوميًا في أبريل، مدفوعة بانخفاض الأسعار.
على الصعيد النقدي، جدد مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي تأكيدهم على ضرورة الحفاظ على استقرار توقعات التضخم، إذ أشار رئيس فرع الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، جون ويليامز، إلى أن الاقتصاد لا يزال متماسكًا، لكنه يواجه مخاطر محتملة من الرسوم الجمركية. كما أوضحت العضوة أدريانا كوغلار أن أسعار الفائدة ستبقى على الأرجح ثابتة لفترة مقبلة، معتبرة السياسة الحالية "مقيدة باعتدال".
فنيًا، يحوم مؤشر DXY حول مستوى 100.00، متراجعًا بأكثر من 0.3% خلال اليوم. تظهر مؤشرات الزخم الفنية حالة من الحياد، بينما يواصل المؤشر اختبار مستويات دعم عند 100.28 و99.97، مع وجود مقاومة ملحوظة عند 100.86. على المدى القصير، يدعم المشترون السعر عند متوسط الـ20 يومًا، لكن المتوسطات الأطول تشير إلى ضغوط بيع مستمرة.