الدولار يواصل الصعود قرب ذروته في 3 أسابيع مدعومًا بتوترات التجارة وانتظار بيانات التضخم
يحافظ مؤشر الدولار الأمريكي على زخمه الإيجابي لليوم الثالث، متداولًا فوق مستوى 98 وسط مخاوف الأسواق من تصاعد الحرب التجارية بعد تهديدات ترامب الأخيرة بفرض رسوم جديدة. وفيما يترقب المستثمرون بيانات التضخم الأمريكية التي قد ترسم ملامح قرارات الفائدة القادمة، تتزايد حالة الحذر في أسواق العملات.

مدد مؤشر الدولار الأمريكي مكاسبه خلال التعاملات الأوروبية المبكرة يوم الاثنين، متداولًا بالقرب من أعلى مستوى له في ثلاثة أسابيع عند حدود 98.10، ليواصل بذلك سلسلة ارتفاعاته لليوم الثالث على التوالي. جاء هذا الأداء مدفوعًا بتزايد الطلب على العملة الأمريكية كملاذ آمن في ظل تجدد المخاوف التجارية، بعد أن لوّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم السبت بفرض رسوم جمركية تصل إلى 30% على الواردات القادمة من الاتحاد الأوروبي والمكسيك بداية من أغسطس المقبل. هذا التصعيد دفع قادة أوروبيين، من بينهم المستشار الألماني فريدريش ميرتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى تكثيف الجهود مع المفوضية الأوروبية لإيجاد مخرج للأزمة المتصاعدة.
وفي الوقت ذاته، تسببت هذه الأجواء في زيادة تعقيد توقعات التضخم الأمريكية، إذ أشار أوستان جولسبي، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، إلى أن الرسوم الجمركية الجديدة قد تصعّب من مهمة البنك المركزي في المضي قدمًا نحو خفض أسعار الفائدة التي لطالما طالب بها ترامب. انعكاسًا لذلك، خفّض المستثمرون رهاناتهم على خفض الفائدة الأمريكية إلى أقل بقليل من 50 نقطة أساس متوقعة بحلول نهاية العام.
يترقب المتداولون الآن صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي لشهر يونيو يوم الثلاثاء المقبل، والتي يُنتظر أن تقدم إشارات أوضح بشأن اتجاه السياسة النقدية للفيدرالي. ويتوقع بعض المحللين تسجيل التضخم لارتفاع طفيف الشهر الماضي، إلا أن أية مفاجآت بتراجع الأرقام قد تعيد إحياء توقعات خفض الفائدة، مما قد يضغط لاحقًا على قوة الدولار.