الذهب تحت الضغط: محادثات روسيا وأوكرانيا تضع المعدن الثمين في مهب الريح
تراجعت أسعار الذهب إلى ما دون 3200 دولار وسط استمرار محادثات روسيا وأوكرانيا في إسطنبول، رغم تصاعد التوترات الجيوسياسية. وتزامن ذلك مع ضغوط على الدولار الأمريكي وتراجع الطلب على الملاذات الآمنة بفعل التفاؤل التجاري بين واشنطن وبكين.

شهدت أسعار الذهب تقلبات ملحوظة مع نهاية الأسبوع، حيث تراجعت إلى مستوى 3178 دولارًا للأونصة يوم الجمعة بعد أن كانت قد لامست عتبة 3200 دولار، وسط تطورات جيوسياسية واقتصادية متداخلة. ويأتي هذا الانخفاض في ظل استمرار المحادثات بين روسيا وأوكرانيا التي استؤنفت في إسطنبول، رغم الفتور الذي خيم على أجوائها بعد غياب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شخصيًا عن اللقاء، ما اعتُبر استهانة بالجهود الدبلوماسية.
ترافق هذا المشهد مع انتقادات دولية شديدة ومطالبات بفرض مزيد من العقوبات على موسكو، فيما يترقب المستثمرون تصريحات مرتقبة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الموقف. ورغم أن هذه التوترات عادة ما تدفع المستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن، فإن الأخبار المتفائلة نسبيًا بشأن استمرار المحادثات حدّت من الزخم الشرائي للذهب، وقللت من احتمالات كسره لمستوى 3200 دولار مجددًا في الوقت القريب.
على الجانب الاقتصادي، يشهد الدولار الأمريكي ضغوطًا وسط مخاوف متزايدة حول استقراره، ما قد يعزز الطلب على الذهب على المدى المتوسط. ويرى محللون أن هذه التحديات تدفع المستثمرين الدوليين لإعادة النظر في تنويع محافظهم وتقليل الاعتماد على الأصول المقومة بالدولار، مما يجعل الذهب خيارًا دفاعيًا مناسبًا.
وفي سياق أوسع، فإن تحسن العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين أضعف أيضًا الطلب على الأصول الآمنة هذا الأسبوع، حيث دفع التفاؤل المتزايد المستثمرين نحو الأصول ذات العائد الأعلى. أما في قطاع المعادن الثمينة، فقد أبدى أحد كبار منتجي الذهب في الصين اهتمامًا بعمليات استحواذ جديدة حول العالم، لكن التقلبات السعرية تجعل من الصعب اتخاذ قرارات سريعة.
فنيًا، يواجه الذهب منطقة مقاومة قوية عند 3245 دولار، ويحتاج إلى محفزات جديدة لكسر هذا الحاجز. وفي حال عدم استقراره فوق 3200 دولار، قد يتراجع لاختبار الدعم عند 3160 دولار، مع احتمال الوصول إلى متوسطه المتحرك على مدى 55 يومًا عند 3138 دولار.