الذهب مستقر قرب أعلى مستوياته في ثلاثة أسابيع مع توازن الأسواق بين آمال خفض الفائدة ومخاطر الإغلاق الحكومي الأمريكي
استقر الذهب قرب 4140 دولارًا للأوقية يوم الثلاثاء، مع استمرار توقعات خفض الفائدة الأمريكية في دعم الأسعار رغم تراجع الطلب على الملاذات الآمنة بعد اتفاق تمويل الحكومة الأمريكية.
استقرت أسعار الذهب يوم الثلاثاء بالقرب من أعلى مستوياتها في ثلاثة أسابيع، حيث واصل المستثمرون الموازنة بين توقعات خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وبين تراجع الطلب على الأصول الآمنة بعد التوصل إلى اتفاق مؤقت لإنهاء الإغلاق الحكومي الأمريكي. وتم تداول المعدن الثمين حول مستوى 4140 دولارًا للأوقية، مرتفعًا بنسبة تقارب 0.7% خلال اليوم.
ورغم أن الاتفاق على إعادة فتح الحكومة الأمريكية ساهم في تهدئة الأسواق وقلل من تدفقات الملاذ الآمن، إلا أن المخاوف بشأن الوضع المالي طويل الأجل والمخاطر الجيوسياسية المستمرة أبقت على دعم الذهب. ويرى المستثمرون أن إعادة فتح الحكومة قد تكون خطوة مؤقتة، خاصة أن الاتفاق الحالي يمول الإنفاق الفيدرالي حتى نهاية يناير فقط، ما يبقي خطر حدوث إغلاق جديد قائمًا.
في الوقت نفسه، ساهمت التوقعات المتزايدة بشأن قيام الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة في الأشهر المقبلة في دعم الاتجاه الصعودي للذهب. ومن المنتظر أن تساهم البيانات الاقتصادية الأمريكية التي تأخرت بسبب الإغلاق في تقديم إشارات جديدة حول مدى ضعف الاقتصاد الأمريكي، مما قد يعزز مبررات التيسير النقدي.
كما ساهمت الأخبار التجارية العالمية في تحريك معنويات المستثمرين، إذ أعلنت الصين عن إجراءات لتحسين الوصول إلى أسواقها أمام الشركات الأمريكية، لكنها في المقابل تعمل على فرض قيود جديدة على صادرات المواد الحساسة ذات الاستخدامات الدفاعية. وفي الولايات المتحدة، أشار الرئيس دونالد ترامب إلى اقتراب التوصل إلى اتفاق تجاري مع الهند، بينما تتقدم المحادثات مع سويسرا نحو خفض الرسوم الجمركية.
من الناحية الفنية، يتماسك الذهب فوق مستوى 4100 دولار بعد اختراق نطاق تماسك استمر أسبوعين بين 3900 و4050 دولار. ويواجه المعدن مقاومة قوية عند 4150 دولار، والتي قد تمهد في حال اختراقها الطريق نحو مستوى 4200 دولار ثم القمة التاريخية قرب 4380 دولار. أما على الجانب السفلي، فيُعد مستوى 4100 دولار أول دعم مهم، يليه دعم أعمق عند 4050 دولار. ويشير مؤشر القوة النسبية (RSI) المرتفع إلى احتمال حدوث تماسك جانبي أو تصحيح طفيف قبل استئناف الاتجاه الصعودي.