الذهب يبقى داخل نطاق ضيق رغم صدمة وظائف NFP الأقوى من المتوقع

شهد الذهب تداولات هادئة يوم الأربعاء، حيث استمر تحركه ضمن نطاق ضيق بينما يعيد المستثمرون تقييم بيانات الوظائف غير الزراعية لشهر سبتمبر التي جاءت أقوى من التوقعات. وتم تداول المعدن النفيس حول مستوى 4087 دولار خلال الجلسة، وسط تراجع ملحوظ في التقلبات.

وأسهمت النتائج الإيجابية لأرباح شركة Nvidia في تعزيز شهية المخاطرة بالأسواق العالمية، مما دفع المستثمرين نحو الأسهم على حساب الأصول الآمنة، الأمر الذي قلل من تدفقات الشراء على الذهب. كما ساهم صعود الدولار الأمريكي في زيادة الضغوط على الذهب، خاصة مع تراجع توقعات خفض الفائدة في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي المرتقب في ديسمبر.

كما شهدت الأسواق إعادة تسعير واسعة لاحتمالات السياسة النقدية بعد تأكيد مكتب إحصاءات العمل تأجيل إصدار بيانات التوظيف لشهر أكتوبر ليتم نشرها مع أرقام نوفمبر. ودعمت محاضر اجتماع الفيدرالي لهذه الفترة النظرة القائلة بأن صانعي السياسة يميلون للإبقاء على الفائدة دون تغيير.

وفي سياق البيانات، حافظ مؤشر الدولار الأمريكي على مكاسبه قرب مستوى 100.18، وهو أعلى نطاقات التداول منذ أغسطس. وأظهر تقرير NFP إضافة 119 ألف وظيفة في سبتمبر مقابل توقعات بـ 50 ألف فقط، بينما ارتفع معدل البطالة إلى 4.4%. كما تباطأ نمو الأجور الشهرية إلى 0.2%، لكنها سجلت نموًا سنويًا عند 3.8%.

وأشارت محاضر الفيدرالي إلى استمرار الضغوط التضخمية ووجود تباين بين الأعضاء بشأن ضرورة خفض الفائدة في ديسمبر، بينما أدى تأجيل بيانات أكتوبر إلى تقليص المعلومات المتاحة أمام صانعي القرار قبل الاجتماع. وبحسب أداة FedWatch، انخفضت احتمالات خفض الفائدة إلى نحو 31.8% مقارنة بـ 50% قبل أسبوع.

وعلى الصعيد الفني، يحافظ الذهب على دعمه الأساسي عند 4050 دولار، مع استمرار المتوسط المتحرك البسيط لـ100 فترة في الحد من الضغوط البيعية. ويظل السيناريو الإيجابي على المدى القصير قائمًا ما دام السعر أعلى هذا المستوى، بينما يشير كسر الدعم إلى احتمالية استهداف مستوى 4000 دولار. أما المقاومة، فتتمركز بين 4100 و4150 دولار، ويعد الإغلاق فوق 4150 مفتاحًا لاستعادة الزخم الصعودي باتجاه 4200 ثم 4250 دولار. ويستقر مؤشر القوة النسبية قرب مستوى 45، ما يعكس توازنًا نسبيًا مع ميل طفيف للضغوط الهابطة.