الذهب يتراجع بفعل انتعاش مبيعات التجزئة الأمريكية وتقلص آمال خفض الفائدة
تراجعت أسعار الذهب بعد صدور بيانات قوية لمبيعات التجزئة الأمريكية في يونيو، مما خفّض من احتمالات خفض الفائدة في سبتمبر. هذا الدعم للدولار الأمريكي زاد من الضغوط على المعدن النفيس وسط ترقب المستثمرين لتعليقات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي.

تراجعت أسعار الذهب خلال تداولات يوم الخميس في أوروبا، متأثرة ببيانات اقتصادية أمريكية إيجابية عززت من قوة الدولار وقللت من التوقعات بخفض قريب في أسعار الفائدة. حيث انخفض المعدن الأصفر إلى نحو 3315 دولارًا للأونصة، مسجلاً خسارة يومية تقارب 1%.
وجاء هذا التراجع بعد أن أظهرت بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية لشهر يونيو نموًا بنسبة 0.6%، متجاوزة توقعات السوق التي أشارت إلى زيادة طفيفة بنسبة 0.1%، مما يعكس تحسنًا ملحوظًا في إنفاق المستهلكين بعد تراجع بنسبة 0.9% في مايو. كما أظهرت بيانات إعانات البطالة أداءً أقوى من المتوقع، وهو ما ساهم في تعزيز مكاسب الدولار الأمريكي.
في ظل هذه المعطيات، يرى المستثمرون أن احتمالية خفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر أصبحت أقل، حيث أشارت أداة CME FedWatch إلى أن نسبة حدوث ذلك تبلغ حاليًا 52.4%، مع تزايد الرهانات على تثبيت المعدلات.
وتزداد أهمية تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي المنتظرة خلال اليوم، مثل الحاكم كوغلار، ورئيسة بنك سان فرانسيسكو ماري دالي، والحاكمين كوك ووالر، إذ قد تُسلّط الضوء على توجهات السياسة النقدية في المرحلة المقبلة.
من الناحية الفنية، لا يزال الذهب يتحرك ضمن نطاق محدود بين 3300 و3400 دولار. وقد يشير كسر هذا النطاق إلى تحول في الاتجاه، مع وجود مقاومة قوية عند 3360 دولار، ودعم رئيسي عند 3292 دولار. في حين يظل مؤشر القوة النسبية (RSI) عند مستوى 48، ما يعكس ضعفًا في الزخم سواء صعودًا أو هبوطًا.
أما على صعيد التضخم، فقد أظهرت بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي ارتفاعًا في التضخم الأساسي إلى 2.9% في يونيو، ما يشير إلى ضغوط تضخمية مستمرة، بينما أوضحت بيانات مؤشر أسعار المنتجين استقرارًا في التكاليف، وهو ما قد يُترجم لاحقًا إلى تهدئة في وتيرة ارتفاع الأسعار.