الذهب يتراجع تحت ضغط الوظائف الأمريكية القوية وترقب الأسواق لخفض الفائدة
استقر الذهب قرب مستوى 3300 دولار وسط بيانات أمريكية أظهرت سوق عمل متينًا، مما قلص توقعات خفض الفائدة القريب وأبقى عوائد السندات مرتفعة، فيما زادت الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب من ضبابية المشهد التجاري العالمي. وبينما تتطلع الأسواق لتصريحات إضافية من مسؤولي الفيدرالي، يترقب المتداولون أي محفز قد يدفع المعدن الثمين خارج نطاقه الضيق.

ظل الذهب (XAU/USD) يتحرك ضمن نطاق ضيق فوق مستوى 3300 دولار خلال تعاملات الخميس، متأثرًا بقوة الدولار الأمريكي بعد بيانات أظهرت مرونة سوق العمل الأمريكي، إلى جانب استمرار حالة الترقب بشأن مستقبل أسعار الفائدة. إذ أفادت وزارة العمل الأمريكية بأن طلبات إعانة البطالة الأسبوعية جاءت دون التوقعات لتسجل 227 ألف طلب، مقابل تقديرات بلغت 235 ألفًا، مما يعكس استمرار متانة التوظيف رغم ارتفاع المطالبات المستمرة لأعلى مستوى في ثلاث سنوات ونصف.
هذا الأداء للذهب جاء مدعومًا جزئيًا بتدفقات قوية إلى صناديق الاستثمار المتداولة، والتي سجلت بحسب مجلس الذهب العالمي أكبر زيادة نصف سنوية منذ أغسطس 2022، مع دخول نحو 38 مليار دولار للنصف الأول من العام. وفي المقابل، حد من صعود الأسعار بقاء عوائد السندات مرتفعة، إضافة إلى تراجع توقعات السوق لخفض وشيك في أسعار الفائدة بعد محضر اجتماع الفيدرالي الأخير الذي أظهر ميل غالبية أعضائه نحو خفض واحد محتمل لاحقًا في العام، مع استمرار قلقهم حيال مخاطر التضخم.
على صعيد التجارة العالمية، زاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من حدة المخاوف بإعلانه فرض رسوم بنسبة 50% على البرازيل، إضافة إلى رسوم جديدة تطال دولًا أخرى في مجموعة البريكس بنسبة 10%، ما زاد من حالة الغموض بشأن مسار النزاعات التجارية. وفي هذا السياق، أشار بعض مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي إلى إمكانية تعديل أسعار الفائدة قريبًا إن استمرت الاتجاهات الحالية في سوق العمل والتضخم، لكنهم ظلوا متحفظين وسط ضبابية التوقعات.
فنيًا، لا يزال الذهب محتجزًا بين مستويات دعم رئيسية قرب 3246 دولار، في حين يواجه مقاومة مهمة عند 3319 دولار، وإذا تمكن المشترون من اختراقها، قد يستهدف السعر لاحقًا مناطق 3345 ثم 3400 دولار. بالمقابل، فإن كسر مستوى 3300 دولار قد يعيد اختبار قيعان يونيو ومايو القريبة من 3246 و3120 دولار على التوالي، في انتظار محفز قوي يدفع المعدن الثمين للخروج من حالة التماسك الراهنة.