الذهب يتراجع دون 3400 دولار مع ترقب رد إيران وتماسك الدولار الأمريكي
تواصل أسعار الذهب تراجعها مع بداية الأسبوع متأثرة بقوة الدولار المدعوم من موقف الاحتياطي الفيدرالي المتشدد، رغم تصاعد التوترات الجيوسياسية بعد الهجمات الأمريكية على إيران. المتداولون يترقبون مؤشرات مديري المشتريات العالمية لتحديد الاتجاهات القادمة.

افتتحت أسعار الذهب تعاملات الأسبوع الجديد على تراجع واضح، حيث انخفضت إلى ما دون مستوى 3400 دولار للأونصة خلال الجلسة الأوروبية المبكرة، وسط ضغوط ناجمة عن صعود الدولار الأمريكي الذي يستمد قوته من نبرة الاحتياطي الفيدرالي المتشددة، والذي لا يزال يتوقع تخفيضًا محدودًا للفائدة على مدار العامين المقبلين.
في المقابل، لم تفلح التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط حتى الآن في دعم الذهب بالشكل المتوقع، رغم أن الغارات الأمريكية على مواقع نووية إيرانية — بما فيها فوردو ونطنز وأصفهان — تسببت في حالة من القلق الجيوسياسي العميق. وقد وصفت طهران هذه الضربات بأنها اعتداء خطير، وتوعدت بالرد، ما يزيد من احتمالات تصعيد إقليمي قد ينعكس لاحقًا على أسواق الأصول الآمنة.
فنيًا، يظهر الذهب إشارات ضعف على المدى القصير، حيث يفقد الزخم الإيجابي ويواجه مقاومة قوية حول مستوى 3400 دولار. في حال استمرار الضغط البيعي، قد تتجه الأسعار لاختبار دعم فني عند منطقة 3322–3323 دولار، بل وربما تنخفض دون 3300 دولار. أما على الجانب الصعودي، فإن اختراق مستوى 3400 دولار بشكل مستدام قد يمهد الطريق لمزيد من المكاسب نحو 3435 و3451 دولار، مع إمكانية استهداف مستويات قياسية حال استمرار الطلب على الملاذات الآمنة.
وفي ظل هذه الأوضاع، يبقي المستثمرون أعينهم على صدور مؤشرات مديري المشتريات العالمية، والتي قد تعطي إشارات جديدة حول أداء الاقتصاد العالمي، وتؤثر بدورها على معنويات السوق واتجاهات الذهب في الأجل القريب.