الذهب يتراجع دون 4100 دولار مع جني الأرباح وتزايد قوة الدولار وسط ترقب بيانات التضخم الأمريكية
تراجع الذهب مع إقبال المستثمرين على جني الأرباح وارتفاع الطلب على الدولار الأمريكي، بينما يترقب السوق بيانات التضخم الأمريكية ومآلات الإغلاق الحكومي التي قد تعيد الزخم للمعدن الثمين كملاذ آمن.
شهدت أسعار الذهب انخفاضًا جديدًا خلال التداولات الأوروبية المبكرة يوم الخميس، متراجعة إلى ما دون مستوى 4100 دولار للأونصة، مع اتجاه المتداولين إلى جني الأرباح بعد الارتفاعات القوية الأخيرة. جاء هذا التراجع في ظل تحسن شهية المخاطرة والتفاؤل بشأن تهدئة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ما دعم الطلب على الدولار الأمريكي ودفع المستثمرين لبيع المعدن النفيس.
كما ساهم اقتراب صدور بيانات التضخم الأمريكية يوم الجمعة في زيادة حذر الأسواق، حيث فضل كثير من المتعاملين تقليص مراكزهم المفتوحة قبل الإعلان عن نتائج مؤشر أسعار المستهلك. ويرى محللون أن انتهاء موسم مهرجان "ديوالي" في الهند، ثاني أكبر سوق استهلاكية للذهب عالميًا، قد خفف من الطلب الفعلي على المعدن وأثر سلبًا في الأسعار.
في المقابل، لا تزال عوامل دعم الذهب قائمة، إذ يُتوقع أن تعزز حالة الإغلاق الحكومي المستمر في الولايات المتحدة والتوترات الجيوسياسية الطلب على الأصول الآمنة. كما أن التوقعات المتزايدة بشأن خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد توفر دعمًا إضافيًا للذهب، نظرًا لأن خفض الفائدة يقلل من تكلفة الاحتفاظ بالأصول التي لا تدر عائدًا.
ويتابع المستثمرون عن كثب تطورات المحادثات التجارية بين واشنطن وبكين، قبيل الاجتماع المرتقب الأسبوع المقبل بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية. وأفادت تقارير بأن إدارة ترامب تدرس فرض قيود جديدة على صادرات البرمجيات والأجهزة إلى الصين، في رد محتمل على خطوات بكين الأخيرة المتعلقة بالمعادن النادرة.
ورغم الضغوط الحالية، يظل الاتجاه الصعودي طويل الأجل للذهب قائمًا، بعدما ارتفع بأكثر من 50% منذ بداية عام 2025، وهو أداء يتجاوز فترات التقلب التاريخية الكبرى مثل الأزمة المالية لعام 2008 وجائحة كوفيد-19. ويؤكد محللو السوق أن موجة البيع الأخيرة تندرج ضمن عمليات تصحيح فنية بعد موجة شراء مفرطة استمرت لأسابيع.
من الناحية الفنية، لا يزال المعدن الأصفر يحافظ على موقعه فوق المتوسط المتحرك الأسي لـ100 يوم، ما يبقي الزخم الصاعد قائمًا على المدى المتوسط. وتُعد منطقة 4140 دولار أول مقاومة رئيسية أمام أي محاولة ارتداد، بينما يُنظر إلى 4000 دولار كمستوى دعم نفسي حاسم، وقد يفتح كسره المجال لمزيد من التراجع نحو 3838 دولارًا.