الذهب يتراجع من قممه التاريخية مع لجوء المستثمرين لجني الأرباح

تراجعت أسعار الذهب بعد تسجيل مستوى قياسي جديد قرب 4550 دولارًا، متأثرة بعمليات جني الأرباح وهدوء السيولة، مع بقاء النظرة العامة صعودية بدعم توقعات خفض الفائدة والتوترات الجيوسياسية.

Dec 29, 2025 - 11:23
الذهب يتراجع من قممه التاريخية مع لجوء المستثمرين لجني الأرباح

شهدت أسعار الذهب تراجعًا خلال التعاملات الأوروبية المبكرة يوم الاثنين، بعدما لامس المعدن الأصفر مستوى قياسيًا جديدًا قرب 4550 دولارًا للأونصة في الجلسة السابقة، حيث فضّل المتداولون تأمين مكاسبهم قبل عطلات نهاية العام، في ظل ضعف واضح في السيولة.

وجاء هذا الانخفاض بالتزامن مع تعافٍ طفيف للدولار الأمريكي، الأمر الذي زاد من تكلفة الذهب على المستثمرين من خارج الولايات المتحدة، ما شكّل ضغطًا إضافيًا على الأسعار. ورغم هذا التراجع قصير الأجل، لا يزال الاتجاه العام للذهب قويًا.

وحقق الذهب مكاسب استثنائية خلال عام 2025 بلغت نحو 70%، مسجلًا أفضل أداء سنوي له منذ عام 1979. ويحدّ من مخاطر الهبوط توقعات الأسواق بقيام الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة خلال عام 2026، إذ تؤدي الفائدة المنخفضة إلى تقليل تكلفة الاحتفاظ بالأصول غير المدرة للعائد مثل الذهب، ما يعزز جاذبيته.

كما تواصل العوامل الجيوسياسية لعب دور داعم للمعدن النفيس، مع بقاء الطلب على أصول الملاذ الآمن مرتفعًا. وفي هذا السياق، أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إحراز تقدم في محادثات السلام مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، رغم استمرار الخلافات المتعلقة بالقضايا الإقليمية الحساسة.

على صعيد البيانات الاقتصادية، أظهرت أرقام مطالبات إعانة البطالة الأمريكية تراجعها إلى 214 ألف طلب، بأفضل من التوقعات، ما عزز بعض القوة في الدولار. في الوقت ذاته، أثارت تصريحات ترامب بشأن رغبته في الإبقاء على أسعار الفائدة منخفضة تساؤلات حول استقلالية الاحتياطي الفيدرالي.

ومن المتوقع أن تظل الأسواق هادئة نسبيًا قبل عطلات رأس السنة، مع ترقب صدور بيانات مبيعات المنازل المعلقة في الولايات المتحدة لاحقًا اليوم.

فنيًا، لا يزال الذهب يتحرك في نطاق سلبي على المدى القصير، لكنه يحتفظ بنظرة إيجابية على المدى المتوسط والطويل، حيث يتداول فوق المتوسط المتحرك الأسي لـ100 يوم، مع اتساع نطاقات بولينجر، ما يدعم احتمالات استئناف الصعود. إلا أن وصول مؤشر القوة النسبية (RSI) إلى منطقة التشبع الشرائي يشير إلى احتمالية حدوث فترة تماسك قبل أي موجة ارتفاع جديدة.

ويُعد مستوى 4550 دولارًا مقاومة رئيسية، بينما يشكل مستوى 4430 دولارًا أول مناطق الدعم، يليه 4338 ثم 4300 دولار في حال تعمّق التصحيح.