الذهب يتراجع من قمم سبعة أسابيع تحت ضغط جني الأرباح وترقّب تقرير الوظائف الأمريكي
أسعار الذهب تهدأ دون 4300 دولار مع انحسار الطلب على الملاذ الآمن وتركيز الأسواق على تقرير الوظائف غير الزراعية الأمريكي الحاسم لتوجهات الفائدة.
شهدت أسعار الذهب تراجعًا طفيفًا خلال التعاملات الأوروبية المبكرة يوم الثلاثاء، مبتعدة عن أعلى مستوياتها في سبعة أسابيع، مع دخول المستثمرين في موجة جني أرباح بعد المكاسب الأخيرة. وتعرض المعدن الأصفر أيضًا لضغوط نتيجة تقليص بعض المتداولين مراكز الشراء قصيرة الأجل في أسواق العقود الآجلة.
وجاء هذا التراجع في ظل تحسن نسبي في شهية المخاطرة، مدفوعًا بتفاؤل حذر حيال تقدم محتمل في محادثات السلام المتعلقة بالأزمة الأوكرانية، ما قلّص الطلب على أصول الملاذ الآمن وفي مقدمتها الذهب.
ورغم ذلك، لا تزال الخسائر محدودة نسبيًا، إذ يلقى الذهب دعمًا من السياسة النقدية الأمريكية الميسّرة. فقد أقدم الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع الماضي على خفض أسعار الفائدة للمرة الثالثة هذا العام، وأشار إلى إمكانية تنفيذ خفض إضافي في عام 2026، وهو ما يقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب غير المدرّ للعائد.
تتجه أنظار المستثمرين لاحقًا اليوم إلى صدور مجموعة من البيانات الاقتصادية الأمريكية المؤجلة بسبب الإغلاق الحكومي، وعلى رأسها تقرير الوظائف غير الزراعية (NFP). ومن شأن أي إشارات إلى ضعف سوق العمل أن تعزز التوقعات بمزيد من خفض أسعار الفائدة، ما قد يعيد الزخم الصعودي للمعدن النفيس. كما تشمل البيانات المنتظرة أرقام مبيعات التجزئة وقراءات مؤشر مديري المشتريات.
وفي سياق متصل، أظهرت تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي تباينًا نسبيًا، إذ أكد جون ويليامز أن السياسة النقدية في وضع مناسب للمرحلة المقبلة، بينما شدد ستيفن ميران على أن القيود النقدية لا تزال قوية. وفي الوقت نفسه، تشير توقعات الفيدرالي الرسمية إلى خفض واحد فقط للفائدة بحلول نهاية 2026، رغم أن الأسواق ما زالت تميل لتسعير أكثر من خفض خلال الفترة المقبلة.
فنيًا، وعلى الرغم من التراجع الحالي، لا يزال الاتجاه العام للذهب إيجابيًا على المدى المتوسط إلى الطويل. إذ يحافظ السعر على تداوله أعلى المتوسط المتحرك الأسي لـ100 يوم، مع بقاء مؤشرات الزخم في مناطق داعمة للصعود. وتتمثل المقاومة القريبة عند مستوى 4350 دولار، بينما يظهر الدعم الأولي حول 4285 دولار، يليه نطاق 4257 دولار في حال تعمق التصحيح.