الذهب يرتد من أدنى مستوى في 3 أسابيع لكنه يواجه ضغوطًا من قوة الدولار وآمال السلام
تعافى الذهب قليلًا من خسائره الأخيرة مدعومًا بالطلب على الملاذات الآمنة، لكنه لا يزال تحت ضغط صعود الدولار الأمريكي وتزايد الآمال بشأن تسوية النزاع بين روسيا وأوكرانيا، ما يحد من مكاسبه المحتملة.

شهدت أسعار الذهب بعض التعافي خلال تعاملات اليوم الأربعاء بعد أن لامست أدنى مستوى لها في ثلاثة أسابيع في الجلسة الآسيوية، إذ استفادت من تراجع شهية المخاطرة وعودة الاهتمام بالملاذات الآمنة. ونجح المعدن الأصفر في الدفاع عن مستوى دعمه الفني بالقرب من المتوسط المتحرك لـ100 يوم، غير أن أي صعود قوي لا يزال يواجه عقبات كبيرة.
في المقابل، يستمد الدولار الأمريكي دعمه من تقلص فرص خفض أسعار الفائدة بشكل كبير من جانب الاحتياطي الفيدرالي، وهو ما يعزز مكاسبه لليوم الثالث على التوالي. هذا الاتجاه الصعودي للعملة الأمريكية يمثل بدوره ضغطًا على الذهب، خاصة في ظل عدم تحقيق السبائك لعوائد مالية.
على الصعيد الجيوسياسي، ساهمت مؤشرات التقارب بين روسيا وأوكرانيا في كبح مكاسب الذهب، إذ يجري التحضير لاجتماع مرتقب بين الرئيسين بوتين وزيلينسكي برعاية أمريكية وأوروبية. وقد وصف الرئيس الأوكراني القمة المرتقبة بأنها خطوة مهمة نحو إنهاء الحرب، بينما ألمح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أن الدعم الجوي قد يكون جزءًا من أي تسوية. في الوقت نفسه، استمرت روسيا في شن هجمات باستخدام الطائرات المسيرة والصواريخ، مما يبقي المشهد مفتوحًا على احتمالات متباينة.
من جانب آخر، يترقب المستثمرون محضر اجتماع الفيدرالي الأمريكي لشهر يوليو، إلى جانب خطاب رئيس البنك جيروم باول في ندوة جاكسون هول، للحصول على إشارات أوضح بشأن مسار السياسة النقدية المقبلة. وتشير توقعات الأسواق إلى احتمال خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس مرتين بحلول نهاية العام، رغم استمرار الضغوط السياسية من إدارة ترامب على الفيدرالي لتسريع وتيرة التيسير.
فنيًا، يظل الذهب مهددًا بكسر مستوى الدعم البالغ 3300 دولار، وهو ما قد يفتح الباب أمام تراجع أعمق باتجاه منطقة 3270 – 3265 دولار. أما على الجانب الصعودي، فإن أي محاولة للتعافي قد تواجه مقاومة عند مستويات 3335 و3358 دولار، يليها حاجز 3400 دولار، بينما يمثل نطاق 3434 – 3435 دولار المنطقة الفاصلة أمام أي اتجاه صعودي مستدام.