الذهب يرتد من قاع 3 أسابيع مع تراجع الدولار وترقب محضر الفيدرالي وخطاب باول
الذهب يستعيد بعض خسائره قرب 3330 دولار مع هبوط الدولار وعوائد السندات، بينما تتجه الأنظار إلى محضر الفيدرالي وخطاب باول في جاكسون هول لتحديد مسار السياسة النقدية المقبلة.

شهدت أسعار الذهب انتعاشًا طفيفًا في تعاملات الأربعاء بعد أن لامست أدنى مستوياتها خلال ثلاثة أسابيع عند 3311 دولار في بداية الجلسة الآسيوية، قبل أن ترتد إلى حدود 3330 دولار في التداولات الأوروبية. وجاء هذا التحسن مدعومًا بتراجع مؤشر الدولار من ذروته الأسبوعية، إضافة إلى انخفاض طفيف في عوائد سندات الخزانة الأمريكية.
العوامل الجيوسياسية أسهمت كذلك في تحسين شهية المخاطرة، إذ أعادت قمة عُقدت في البيت الأبيض بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة أوروبيين الأمل في تقدم المسار الدبلوماسي للحرب الروسية – الأوكرانية. كما لمح ترامب إلى إمكانية عقد لقاء ثلاثي يجمعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزيلينسكي، غير أن موسكو أكدت أن أي مباحثات تحتاج إلى تمهيد تدريجي عبر قنوات الخبراء.
ورغم هذه الإشارات الإيجابية، ما زالت حالة عدم اليقين الجيوسياسية قائمة، مما يترك بعض الدعم للذهب باعتباره ملاذًا آمنًا. وفي الوقت نفسه، يترقب المستثمرون صدور محضر اجتماع الفيدرالي لشهر يوليو، وهو الأول منذ أكثر من ثلاثة عقود الذي شهد اعتراض عضوين على قرار تثبيت الفائدة، حيث طالب كريستوفر والر وميشيل بومان بخفضها ربع نقطة مئوية. هذه الانقسامات قد تكشف عن توجه متزايد نحو التيسير النقدي، ما ينعكس مباشرة على توقعات أسعار الذهب.
على الصعيد الفني، يظهر المعدن الأصفر علامات تباطؤ في الزخم السلبي مع ارتداد الأسعار من منطقة دعم 3310 – 3300 دولار. ورغم استمرار التداول ضمن نموذج إسفين هابط، فإن المؤشرات الفنية مثل RSI وMACD توحي بتراجع قوة البائعين. وتبقى المقاومة الأبرز عند مستوى 3330 دولار، يليها حاجز المتوسط المتحرك لـ100 فترة قرب 3348 دولار، والذي يجب تجاوزه لاستعادة الاتجاه الصعودي نحو مستويات 3370 دولار.
في خلفية المشهد، تواصل الأسواق متابعة تطورات السياسة التجارية، حيث وسّعت واشنطن تعريفاتها الجمركية على الصلب والألمنيوم لتشمل مئات المنتجات الإضافية، بالتزامن مع محادثات جديدة مع الصين. كما صعّد ترامب ضغوطه على رئيس الفيدرالي جيروم باول، متهمًا إياه بإيذاء قطاع الإسكان عبر إبقاء الفائدة مرتفعة، وذلك قبل أيام من الكلمة المرتقبة لباول في جاكسون هول، والتي قد تكون حاسمة في توجيه الأسواق.