الذهب يستقر قرب 4000 دولار مع استمرار الحذر العالمي وإغلاق الحكومة الأمريكية
يحافظ الذهب على استقراره حول 4000 دولار مدعومًا بتراجع شهية المخاطرة واستمرار إغلاق الحكومة الأمريكية، فيما يترقب المستثمرون بيانات جامعة ميتشغان لتقييم ثقة المستهلك وسط ضبابية السياسة النقدية.
يحافظ الذهب (XAU/USD) على استقراره قرب مستوى 4000 دولار خلال جلسة الجمعة، حيث لا تزال الأسواق العالمية في حالة حذر واضحة وسط استمرار إغلاق الحكومة الأمريكية وتزايد المخاوف بشأن النمو الاقتصادي. وسجل المعدن الثمين ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.6% ليتداول عند حوالي 4005 دولارات بعد خسائر محدودة في اليوم السابق.
تلقى الذهب دعمًا محدودًا من تحوّل المستثمرين نحو الأصول الآمنة مع تراجع شهية المخاطرة، خاصة بعد الانخفاضات الحادة في أسهم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي بالولايات المتحدة، والتي انعكست على أداء الأسواق الآسيوية. كما تزايد الإقبال على المعدن الثمين في ظل غياب الوضوح السياسي في واشنطن واستمرار الإغلاق الحكومي الذي يهدد بتأخير نشر البيانات الاقتصادية الهامة.
في المقابل، لا يزال الطلب على الذهب محدودًا نسبيًا بسبب الحذر في توقعات الاحتياطي الفيدرالي بشأن مسار أسعار الفائدة. فالتصريحات المتشددة من بعض مسؤولي البنك المركزي، مثل أوستان جولسبي وبيث هاماك، دفعت المستثمرين إلى إعادة تقييم فرص التيسير النقدي في المدى القريب.
في الوقت ذاته، كشف تقرير مجلس الذهب العالمي عن تدفقات قوية إلى صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب بلغت 54.9 طنًا في أكتوبر، بدعم من الطلب القوي في أمريكا الشمالية وآسيا، بينما شهدت أوروبا خروج تدفقات بلغت نحو 37 طنًا. كما أظهر بنك الشعب الصيني زيادة طفيفة في احتياطيات الذهب إلى 74.09 مليون أونصة تروي بنهاية أكتوبر، مقارنة بـ74.06 مليون في سبتمبر.
من ناحية أخرى، يستمر إغلاق الحكومة الأمريكية لليوم الثامن والثلاثين دون إحراز تقدم في المفاوضات داخل الكونغرس، ما يفاقم حالة عدم اليقين ويجبر الأسواق على الاعتماد على بيانات القطاع الخاص لتقدير الوضع الاقتصادي. وأشارت بيانات حديثة إلى أن عمليات تسريح العمال ارتفعت إلى 153 ألفًا في أكتوبر، وهو أعلى مستوى منذ 2003.
فنيًا، يواصل الذهب التحرك ضمن نطاق جانبي ضيق بين 3900 و4050 دولارًا منذ أسبوعين تقريبًا، إذ تظهر المؤشرات الفنية ميلًا للتماسك دون اتجاه واضح. ويستقر مؤشر القوة النسبية (RSI) حول مستوى 53، بينما يظل مؤشر ADX عند 15، ما يعكس ضعف الزخم العام. ويشكّل المتوسط المتحرك البسيط لـ50 فترة دعمًا مؤقتًا عند 3986 دولارًا، ما لم يحدث اختراق واضح لأحد طرفي النطاق.
في انتظار صدور بيانات ثقة المستهلك من جامعة ميتشغان في وقت لاحق اليوم، يظل الذهب رهينًا بحالة الحذر العالمية والتقلبات السياسية الأمريكية التي تعيد إلى الواجهة جاذبيته كملاذ آمن.