الذهب يستقر قرب 4000 دولار مع حذر الفيدرالي وهدنة ترامب – شي تعيد الثقة للأسواق
استقرت أسعار الذهب بعد خفض محدود للفائدة الأمريكية وتلميحات حذرة من باول، فيما أعادت هدنة تجارية بين واشنطن وبكين التفاؤل للأسواق ودعمت المعدن النفيس قرب مستوى 4000 دولار.
استقرت أسعار الذهب يوم الخميس بعد جلسة تداول متقلبة، إذ وازن المستثمرون بين خفض محدود للفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وتصريحات حذرة من رئيسه جيروم باول، في وقت عززت فيه الهدنة التجارية بين الولايات المتحدة والصين المعنويات في الأسواق العالمية.
شهد المعدن الأصفر تداولًا حول مستوى 3980 دولارًا للأونصة بعد أن لامس حاجز 4000 دولار النفسي، مرتفعًا بنحو 1.2% خلال اليوم. جاء هذا الأداء عقب قرار الفيدرالي بخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى نطاق 3.75%-4.00%، في خطوة متوقعة على نطاق واسع، لكنها لم تكن محل إجماع داخل اللجنة، حيث فضّل بعض الأعضاء خفضًا أعمق وآخرون الإبقاء على المعدلات دون تغيير.
وأكد باول في مؤتمره الصحفي أن اجتماع ديسمبر لا يضمن خفضًا جديدًا للفائدة، مشيرًا إلى أن السياسة النقدية وصلت إلى مستويات قريبة من الحياد، وأن أي قرارات لاحقة ستعتمد على بيانات سوق العمل والتضخم. ورغم ذلك، أشار إلى استمرار حالة التوازن الصعب بين دعم التوظيف وكبح الأسعار. كما أعلن البنك عن نيته إنهاء برنامج التشديد الكمي في ديسمبر، في إشارة إلى توقف مؤقت في تقليص ميزانيته العمومية.
في سياق متصل، منح التطور الإيجابي في العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين دفعة للأسواق. فقد اتفق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ خلال قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (APEC) في كوريا الجنوبية على هدنة تمتد لعام كامل، تشمل خفض الرسوم الجمركية الأمريكية على السلع الصينية من 57% إلى 47%، مقابل استئناف الصين شراء فول الصويا الأمريكي وضمان استمرار تدفق المعادن الحيوية والعناصر الأرضية النادرة إلى الأسواق.
وعلى صعيد الطلب العالمي، أظهر تقرير مجلس الذهب العالمي أن الطلب ارتفع بنسبة 3% على أساس سنوي خلال الربع الثالث من 2025، ليسجل 1313 طنًا وهو أعلى مستوى ربع سنوي على الإطلاق. كما قفزت الاستثمارات في الذهب بنسبة 47% بفضل تدفقات صناديق المؤشرات، في حين استمر نشاط البنوك المركزية بالشراء بوتيرة قوية، رغم تراجع الطلب على المجوهرات بسبب ارتفاع الأسعار.
من الناحية الفنية، لا يزال الذهب يتحرك دون مستوى 4000 دولار مع مقاومة عند 4020 دولار ودعم قوي عند 3900 دولار. ويُظهر مؤشر القوة النسبية زخمًا صعوديًا محدودًا، مما يشير إلى احتمال استمرار نطاق التداول الضيق على المدى القصير، مع ترقب المستثمرين لأي إشارات جديدة من الفيدرالي أو تطورات في العلاقات التجارية العالمية.