الذهب يسجل قمة تاريخية جديدة بدعم من الطلب الآمن وتوقعات خفض الفائدة الأمريكية
قفزت أسعار الذهب إلى مستويات قياسية مع تزايد الإقبال على الملاذات الآمنة وضعف الدولار، وسط آمال متجددة بخفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة.
سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا قويًا خلال التعاملات الأوروبية المبكرة يوم الاثنين، لتصل إلى أعلى مستوى في تاريخها قرب حاجز 4300 دولار للأونصة، مدعومة بمزيج من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية.
وجاء هذا الصعود في ظل تزايد التوقعات بأن يتجه الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى خفض أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة، بعد ظهور إشارات على تباطؤ التضخم وضعف بيانات سوق العمل. وعادة ما تعزز بيئة الفائدة المنخفضة جاذبية الذهب، نظرًا لانخفاض تكلفة الاحتفاظ به مقارنة بالأصول المدرة للعائد.
إلى جانب ذلك، ساهم تراجع الدولار الأمريكي وتدفقات الملاذ الآمن في دعم المعدن النفيس، خاصة مع تصاعد التوترات الجيوسياسية في عدة مناطق. فقد عزز الصراع المستمر بين إسرائيل وإيران، إلى جانب التوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة وفنزويلا، توجه المستثمرين نحو الأصول الآمنة للحفاظ على القيمة في أوقات عدم اليقين.
في المقابل، قد تشهد الأسواق حالة من الهدوء النسبي خلال الفترة المقبلة، مع اقتراب عطلة طويلة واحتمال لجوء بعض المستثمرين إلى جني الأرباح، وهو ما قد يحد من وتيرة الصعود مؤقتًا. وينتظر المتعاملون صدور بيانات اقتصادية أمريكية مهمة، أبرزها مؤشر النشاط الوطني الفيدرالي في شيكاغو، إضافة إلى القراءة الأولية للناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث.
وعلى صعيد التطورات السياسية والاقتصادية، تواصل الولايات المتحدة تشديد ضغوطها على صادرات النفط الفنزويلية، بينما تستعد إسرائيل لبحث خيارات تصعيد جديدة مع واشنطن بشأن إيران، ما يزيد من حالة القلق في الأسواق العالمية. كما أظهرت بيانات ثقة المستهلك الأمريكي تراجعًا إضافيًا خلال ديسمبر، في حين أكدت تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي تبني نهج حذر تجاه أي تحركات جديدة للفائدة.
من الناحية الفنية، لا يزال الاتجاه الصعودي للذهب قائمًا، حيث يتداول السعر فوق مستويات دعم رئيسية، مدعومًا بزخم إيجابي واضح. ويواجه المعدن الأصفر مقاومة قوية قرب قمته التاريخية الأخيرة، مع إمكانية استهداف مستويات أعلى في حال استمرار الزخم، بينما قد يؤدي أي تراجع دون مستويات الدعم القريبة إلى تصحيح محدود قبل استئناف الاتجاه الصاعد.