الذهب يسجل مستوى قياسي جديد مدعومًا بتدفقات الملاذ الآمن وتوقعات خفض الفائدة
واصل الذهب صعوده إلى أعلى مستوى له على الإطلاق مع تصاعد التوترات الجيوسياسية وزيادة رهانات خفض أسعار الفائدة الأمريكية، ما عزز الطلب على المعدن كملاذ آمن.
سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا قياسيًا جديدًا خلال تعاملات الثلاثاء المبكرة في الأسواق الأوروبية، مدفوعة بتزايد الإقبال على أصول الملاذ الآمن في ظل تصاعد المخاطر الجيوسياسية وحالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي. ويأتي هذا الأداء القوي بعد مكاسب كبيرة حققها المعدن الأصفر خلال الفترة الماضية، حيث ارتفع بنحو 10% خلال شهر واحد، وبما يقارب 70% منذ بداية عام 2025.
وتلقى أسعار الذهب دعمًا إضافيًا من توقعات الأسواق باستمرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في خفض أسعار الفائدة خلال العام المقبل. إذ تسهم بيئة الفائدة المنخفضة في تقليص تكلفة الاحتفاظ بالذهب، الذي لا يدر عائدًا، ما يعزز جاذبيته لدى المستثمرين، خاصة مع مؤشرات على تباطؤ التضخم ونمو الوظائف في الولايات المتحدة.
وفي هذا السياق، تترقب الأسواق صدور القراءة الأولية للناتج المحلي الإجمالي الأمريكي للربع الثالث في وقت لاحق من اليوم، وسط توقعات بتباطؤ وتيرة النمو مقارنة بالربع السابق. وقد تؤدي أي قراءة أقوى من المتوقع إلى دعم الدولار الأمريكي مؤقتًا، مما قد يحد من مكاسب الذهب على المدى القصير. كما ينتظر المستثمرون بيانات أمريكية مهمة أخرى تشمل طلبيات السلع المعمرة، والإنتاج الصناعي، وتقرير التوظيف من ADP.
على الصعيد الجيوسياسي، أسهمت تطورات عدة في تعزيز الطلب على الذهب، من بينها تصاعد التوترات في منطقة الكاريبي عقب تصريحات أمريكية بشأن النفط الفنزويلي المصادَر، إلى جانب تكثيف الضربات الروسية على جنوب أوكرانيا، وما صاحب ذلك من تهديد للبنية التحتية والممرات البحرية.
كما تابع المستثمرون تطورات المشهد النقدي في الولايات المتحدة، في ظل اقتراب نهاية ولاية رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، وتكهنات بشأن التوجهات المستقبلية للبنك المركزي، رغم أن الأسواق تستبعد في الوقت الراهن خفضًا وشيكًا للفائدة خلال الاجتماع المقبل.
فنيا: يحافظ الذهب على اتجاهه الصاعد على المدى المتوسط والطويل، مع استمرار التداول فوق المتوسط المتحرك الأسي لـ100 يوم واتساع نطاقات بولينجر، ما يعكس قوة الزخم الصعودي. ومع ذلك، تشير قراءة مؤشر القوة النسبية إلى دخول السوق في منطقة التشبع الشرائي، وهو ما قد يدفع إلى حركة تصحيحية أو مرحلة تماسك قبل استئناف الصعود.
وعلى صعيد المستويات الفنية، قد يؤدي الثبات فوق الحاجز النفسي 4400 دولار إلى فتح المجال أمام استهداف مستوى 4450 دولار. في المقابل، يظهر الدعم الأولي قرب مستوى 4338 دولار، يليه دعم أقوى عند 4300 دولار في حال حدوث تراجع تصحيحي.