الذهب يقترب من ذروة تاريخية بدعم الملاذات الآمنة وتوقعات خفض الفائدة الأمريكية

الذهب يواصل صعوده قرب 3895 دولار مستفيدًا من اضطرابات الإغلاق الحكومي الأمريكي وتوقعات خفض الفائدة، فيما يرسخ المشترون حضورهم عند أي تراجع نحو مستويات 3850 دولار.

Oct 2, 2025 - 15:21
الذهب يقترب من ذروة تاريخية بدعم الملاذات الآمنة وتوقعات خفض الفائدة الأمريكية

حافظ الذهب على زخمه القوي خلال تداولات الخميس، متماسكًا عند مستويات قريبة من قمته التاريخية البالغة 3895 دولار، حيث يجري تداوله حاليًا حول 3885 دولار. وبذلك يمدد المعدن الثمين مكاسبه لليوم السادس على التوالي، محققًا ارتفاعًا يفوق 3% منذ بداية الأسبوع.

يأتي هذا الأداء في ظل بيئة داعمة، إذ إن استمرار إغلاق الحكومة الأمريكية يرفع الطلب على أصول الملاذ الآمن، بينما تتزايد رهانات الأسواق على خفض وشيك للفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي في اجتماعه نهاية الشهر، وهو ما يبقي عوائد السندات تحت الضغط ويضعف الدولار، مما يعزز جاذبية الذهب.

تأثير الإغلاق الحكومي لم يقتصر على الأسواق المالية، بل تسبب أيضًا في تأجيل صدور بيانات اقتصادية رئيسية مثل طلبات إعانة البطالة وطلبات المصانع لشهر أغسطس، بينما أكد مكتب إحصاءات العمل أنه سيتوقف عن العمل خلال فترة الإغلاق، مما يعني احتمالية غياب تقرير الوظائف غير الزراعية عن الأسواق هذا الأسبوع.

في الخلفية السياسية، فشل مجلس الشيوخ الأمريكي مجددًا في تمرير مشروع قانون مؤقت لتمويل الحكومة، ما يرجح استمرار الإغلاق لفترة أطول. وفي سياق منفصل، رفضت المحكمة العليا محاولة الرئيس السابق دونالد ترامب عزل عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي ليزا كوك، ما أبقى على استقرار مؤسسي داخل البنك المركزي. وعلى صعيد التجارة، تم تأجيل فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على واردات الأدوية، في خطوة تهدف لتخفيف الضغوط على المستهلكين والشركات.

أما من الناحية الاقتصادية، فقد جاءت بيانات التوظيف من مؤسسة ADP سلبية بشكل مفاجئ، حيث سجل القطاع الخاص الأمريكي فقدان 32 ألف وظيفة في سبتمبر مقابل توقعات بزيادة 50 ألفًا، بينما تم تعديل بيانات أغسطس إلى خسارة طفيفة بعد أن كانت موجبة. هذه التطورات ساهمت في تراجع مؤشر الدولار الأمريكي إلى 97.50 نقطة، بالقرب من أدنى مستوى في أسبوع، فيما انخفضت عوائد السندات إلى مستويات هي الأدنى في أسبوعين.

التحليل الفني

يبقى الذهب مدعومًا فنيًا أعلى مستوى 3850 دولار، حيث يواصل المستثمرون الشراء عند أي تراجع. يشكل هذا المستوى دعمًا رئيسيًا متقاربًا مع المتوسط المتحرك لـ21 فترة، بينما يعزز المستوى النفسي 3800 دولار مع المتوسط المتحرك لـ50 فترة قوة المنطقة الدفاعية.

المؤشرات الفنية لا تزال تميل للإيجابية؛ إذ يحوم مؤشر القوة النسبية (RSI) عند 68 قرب منطقة التشبع الشرائي، ما يعكس استمرار الزخم الصعودي، رغم تراجع طفيف في قوة الاتجاه وفق مؤشر ADX إلى 27. وبشكل عام، يظل الاتجاه الصاعد مرجحًا طالما استقرت الأسعار فوق مستويات 3850–3800 دولار.