الذهب يقترب من رابع مكاسب شهرية بدعم رهانات خفض الفائدة وتوترات الجيوسياسة

ارتفعت أسعار الذهب مجددًا يوم الجمعة بعد تقلبات حادة أعقبت توقفًا مفاجئًا في منصات التداول التابعة لـCME، ما أدى لهبوط مؤقت قبل أن يستعيد المعدن الأصفر مكاسبه. ويتداول زوج الذهب/الدولار حول مستوى 4209 دولارات، مما يضعه على مسار تسجيل الارتفاع الشهري الرابع على التوالي.

وتأتي هذه الحركة الصعودية وسط توقعات متزايدة بأن يقدم الاحتياطي الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل خلال ديسمبر. وقد دعّم هذا السيناريو تصريحات تميل نحو التيسير صدرت من عدة مسؤولين بالاحتياطي الفيدرالي خلال الأسبوع، حيث أشاروا إلى تباطؤ ملحوظ في سوق العمل وضعف نسبي في النشاط الاقتصادي، بينما اعتبر بعضهم أن تشديد السياسة النقدية وصل إلى حدّ يبرر الخفض.

وفي المقابل، لا يزال عدد من صناع القرار في الفيدرالي يفضلون التروي، إذ يرون أن التضخم ما زال يتطلب الحذر، وأن التسرع في خفض الفائدة قد ينعكس سلبًا بإعادة إشعال الضغوط السعرية. ومع ذلك، تشير تقديرات الأسواق إلى أن احتمال خفض الفائدة يبلغ حاليًا نحو 85% وفقًا لأداة FedWatch.

على الصعيد الجيوسياسي، يواصل المستثمرون متابعة التطورات الحساسة بين روسيا وأوكرانيا. وبرغم إبداء كييف استعدادًا لقبول إطار تفاوض مدعوم من الولايات المتحدة، فإن موسكو لا تزال تتخذ موقفًا متحفظًا، إذ أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن المقترح "قد يشكل أساسًا" للمحادثات دون وجود صيغة نهائية، مشددًا على أن وقف العمليات العسكرية مرتبط بانسحاب القوات الأوكرانية.

فنيًا، يظهر الذهب محاولة جادة للخروج من نموذج مثلث متماثل على الرسم البياني اليومي، مع بقاء الأسعار فوق الحد العلوي للنمط. ولا يزال المستوى النفسي 4200 دولار يمثل حاجزًا رئيسيًا أمام استمرار الصعود، بينما يتركز الدعم الأولي قرب 4150 دولار. كما يشير مؤشر القوة النسبية إلى تحسن تدريجي في الزخم الشرائي دون بلوغ مناطق التشبع.