الذهب يقفز فوق 3900 دولار مع تصاعد القلق السياسي العالمي واستمرار إغلاق الحكومة الأمريكية
واصل الذهب ارتفاعه القياسي متجاوزًا 3900 دولار للأونصة مع اشتداد الطلب على الملاذات الآمنة وسط إغلاق الحكومة الأمريكية وأزمة سياسية في فرنسا وتغييرات في قيادة اليابان، فيما تدعم رهانات خفض الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي الاتجاه الصعودي.

مدّد الذهب (XAU/USD) مكاسبه التاريخية يوم الاثنين، متجاوزًا حاجز 3900 دولار للأونصة للمرة الأولى، مدعومًا بتزايد الطلب على الملاذات الآمنة وسط مزيج من الاضطرابات السياسية في فرنسا واليابان واستمرار إغلاق الحكومة الأمريكية، إضافة إلى توقعات متزايدة بخفض أسعار الفائدة الأمريكية خلال الأشهر المقبلة.
وفي وقت كتابة التقرير، كان الذهب يتداول قرب 3930 دولارًا بارتفاع يقارب 1.1% خلال اليوم، بعدما لامس قمة جديدة عند 3949 دولارًا في الجلسة الأوروبية، ليواصل صعوده للأسبوع الثامن على التوالي — وهو أطول سلسلة مكاسب منذ عام 2020.
ويستفيد المعدن الثمين من الضعف العام في الين الياباني، الذي فقد مكانته كملاذ آمن تقليدي بعد انتخاب سناي تاكايشي زعيمة للحزب الليبرالي الديمقراطي في اليابان، إذ يتوقع المستثمرون أن تتبنى حكومتها المقبلة سياسات نقدية أكثر تيسيرًا وتوسّعًا في الإنفاق العام.
كما أضافت استقالة رئيس الوزراء الفرنسي سيباستيان لوكورنو عنصرًا جديدًا من القلق السياسي في أوروبا، ما دفع المتعاملين إلى الاتجاه نحو الذهب كملاذ آمن، في ظل تصاعد المخاوف من أزمة سياسية داخلية تهدد استقرار حكومة الرئيس ماكرون.
أما في الولايات المتحدة، فقد دخل إغلاق الحكومة الفيدرالية أسبوعه الثاني بعد فشل المشرعين في التوصل إلى اتفاق تمويل، في حين حذر البيت الأبيض من احتمال تسريح جماعي للموظفين الفيدراليين. وأدى هذا الجمود إلى تأجيل نشر العديد من البيانات الاقتصادية المهمة، مما جعل المستثمرين يعتمدون بشكل أكبر على تصريحات الاحتياطي الفيدرالي ومحضر اجتماعه المرتقب هذا الأسبوع للحصول على مؤشرات حول السياسة النقدية.
ورغم ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) إلى أعلى مستوياته في أسبوعين عند 98.35 نتيجة تراجع اليورو والين، فإن الزخم الصعودي للذهب ظل قويًا، مدفوعًا بتوقعات خفض الفائدة مرتين إضافيتين هذا العام. ووفقًا لأداة CME FedWatch، تسعّر الأسواق احتمالًا بنسبة 95% لخفض في أكتوبر و83% آخر في ديسمبر.
فنيًا، يحافظ الذهب على اتجاهه الصعودي طالما بقي فوق 3900 دولار، مع دعم أول عند هذا المستوى يليه المتوسط المتحرك لـ21 فترة عند 3879 دولار، بينما يشكل المتوسط المتحرك لـ50 فترة عند 3826 دولار منطقة دعم أعمق. وفي المقابل، قد يفتح اختراق مستوى 3949 دولار الباب أمام اختبار المقاومة النفسية التالية عند 4000 دولار للأونصة.
أما مؤشر القوة النسبية (RSI) فيتحرك قرب مستوى 69، أي أسفل منطقة التشبع الشرائي مباشرة، ما يشير إلى أن السوق قد تشهد فترة من التماسك قبل استئناف الارتفاع.
بوجه عام، يظل المسار الصاعد هو الاتجاه المهيمن على الذهب مع استمرار العوامل السياسية والاقتصادية المحفزة لطلب الملاذات الآمنة عالمياً.