الذهب يلمع مجددًا وسط تصاعد الحرب التجارية وترقب قرارات الفيدرالي
واصل الذهب جذب المشترين مع اقترابه من أعلى مستوياته الأسبوعية مدفوعًا بتزايد الإقبال على الملاذات الآمنة، في ظل التصعيد الأخير للتعريفات الأمريكية التي تهدد بتقويض التجارة العالمية. في المقابل، أدى صمود الدولار بدعم من بيانات التوظيف القوية وتقليص رهانات خفض الفائدة إلى كبح صعود المعدن النفيس مؤقتًا.

ارتفعت أسعار الذهب لليوم الثالث على التوالي لتقترب مجددًا من ذروة نطاقها الأسبوعي، مستفيدة من تزايد القلق حيال تصاعد النزاعات التجارية العالمية بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جديدة تصل إلى 35% على الواردات الكندية، و50% على واردات النحاس، وسط سيل من الإشعارات الجمركية التي زادت من مخاطر انكماش التجارة العالمية.
في الوقت نفسه، أظهر محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأخير أن أغلب صانعي السياسات لا يزالون قلقين من تصاعد الضغوط التضخمية بفعل هذه السياسات التجارية المتشددة، مع بقاء قلة قليلة فقط تميل إلى خفض الفائدة القريب، وهو ما ساعد الدولار الأمريكي على البقاء قويًا قرب أعلى مستوياته في أسبوعين. وجاء ذلك مدعومًا كذلك بتراجع طلبات إعانة البطالة الأمريكية إلى 227 ألفًا، ما يعكس متانة سوق العمل ويقلل الحاجة لإجراءات تيسيرية عاجلة.
على الصعيد الفني، استقر الذهب أعلى مستويات دعم مهمة مع توقعات بأن يؤكد اختراقه لمتوسطه المتحرك 100 على إطار الأربع ساعات زخمًا إضافيًا يدفعه صوب مستويات 3360 ثم ربما إلى حاجز 3400 دولار. أما في حال حدوث ضغوط هبوطية فقد يجد المعدن دعمه الأولي حول 3326 دولار، يليه منطقة 3300، بينما يشير كسرها إلى إمكانية اختبار قيعان يوليو قرب 3248 دولار. وإجمالًا، يبقى الذهب مدعومًا بمخاوف التجارة العالمية وإن كانت قوة الدولار تحد من اندفاعه الصعودي بشكل أكبر في الأجل القصير.