الذهب يواصل التحليق قرب قممه التاريخية مع رهانات خفض الفائدة الأمريكية وتصاعد التوترات العالمية

يحافظ الذهب على مكاسبه القوية فوق مستوى 3900 دولار للأونصة، مدعومًا بتوقعات خفض الفائدة الأمريكية ومخاوف الإغلاق الحكومي والتوترات الجيوسياسية، في وقت يتجاهل فيه المعدن الأصفر قوة الدولار ومؤشرات تشبّع الشراء الفني.

Oct 6, 2025 - 11:16
الذهب يواصل التحليق قرب قممه التاريخية مع رهانات خفض الفائدة الأمريكية وتصاعد التوترات العالمية

تمسّك الذهب (XAU/USD) بمكاسبه القوية خلال تداولات الاثنين، مستقرًا بشكل مريح فوق مستوى 3900 دولار للأونصة، ليبقى قريبًا من قمته التاريخية التي سجلها في وقت مبكر من الجلسة الآسيوية. ويعزز المعدن النفيس موقعه بدعم من خلفية أساسية مواتية وتزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية خلال العام الجاري.

وتشير بيانات أداة FedWatch التابعة لمجموعة CME إلى أن الأسواق تتوقع بنسبة 95% خفضًا للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في أكتوبر، وبنسبة 83% في ديسمبر، ما يزيد من تدفق رؤوس الأموال نحو الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا خاليًا من العائد في ظل تراجع العوائد الحقيقية.

كما يدعم استمرار إغلاق الحكومة الأمريكية الجزئي الإقبال على الذهب، خاصة مع احتمال لجوء البيت الأبيض إلى تسريح عدد من الموظفين الفيدراليين إذا فشلت المفاوضات بين الرئيس دونالد ترامب والكونغرس في التوصل إلى اتفاق تمويلي.

وعلى الصعيد الدولي، عزّز انتخاب سناي تاكايشي زعيمةً جديدة للحزب الليبرالي الديمقراطي في اليابان ورئيسةً للوزراء التوقعات بأن بنك اليابان سيؤجل رفع أسعار الفائدة مجددًا، مما أضاف دفعة إضافية للمعدن النفيس. في المقابل، ساهمت هذه التطورات في ضغط الين الياباني ودعم الدولار الأمريكي، ما شكّل بعض الرياح المعاكسة المؤقتة أمام الذهب.

ورغم قوة الدولار الأمريكي وميل الأسواق نحو المخاطرة، ظل الذهب متماسكًا بفضل الطلب المتزايد على الأصول الآمنة في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية. فقد واصلت روسيا هجماتها الجوية والصاروخية على أوكرانيا بإطلاق أكثر من 50 صاروخًا و500 طائرة مسيرة، بينما حذّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من “مجزرة ضخمة” إذا فشلت مفاوضات السلام بين إسرائيل وحماس حول غزة، مما زاد من حذر المستثمرين العالميين.

من الناحية الفنية، يؤكد اختراق مستوى 3900 دولار الزخم الصعودي للمعدن، إذ يرى المحللون أن أي تراجع نحو منطقة 3895–3900 دولار قد يُعد فرصة جديدة للشراء. ومع ذلك، يشير ارتفاع مؤشر القوة النسبية (RSI) فوق مستوى 70 إلى حالة تشبّع شرائي تستدعي بعض الحذر قبل فتح مراكز جديدة. وفي حال كسر الدعم المذكور، فقد يتجه السعر نحو مستوى 3865 دولارًا وهو المتوسط المتحرك لـ100 ساعة وخط الاتجاه الصاعد الأخير.

وبين رهانات السياسة النقدية وتزايد التوترات الدولية، يبدو أن الذهب مرشح لمزيد من الصعود، بينما يترقب المستثمرون تطورات المشهد الأمريكي لتحديد الاتجاه القادم بدقة أكبر.