هدوء الشرق الأوسط يضعف الدولار: وقف إطلاق النار يهمش لهجة باول المتشددة
تراجع مؤشر الدولار الأمريكي دون مستوى 98.00 مع تنامي شهية المخاطرة بعد تأكيد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، مما خفف من الطلب على الأصول الآمنة، رغم تصريحات باول المتشددة التي استبعد فيها خفض الفائدة قريبًا.

سجل الدولار الأمريكي تراجعًا ملحوظًا يوم الثلاثاء، متأثرًا بانحسار التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، بعد الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران. هذا التطور قلص الإقبال على الدولار كملاذ آمن، ودفع مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) إلى الهبوط دون الحاجز النفسي 98.00، ليقترب من أدنى مستوياته لشهر يونيو عند 97.65.
ورغم أن رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، قدم خلال شهادته أمام الكونغرس تصريحات متشددة أكد فيها أن البنك المركزي لا يعتزم التسرع في خفض أسعار الفائدة، فإن الأسواق أولت اهتمامًا أكبر بالتحسن النسبي في الأوضاع الجيوسياسية.
أوضح باول أن قرارات الفيدرالي ستظل قائمة على تحليل البيانات الاقتصادية، مما قلل من التوقعات بشأن خفض الفائدة في يوليو. لكن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء الاثنين عن بدء سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، ساهم في تعزيز الإقبال على المخاطرة، خاصة بعد تأكيد استمرار الهدنة يوم الثلاثاء، رغم وقوع هجمات محدودة عقب الاتفاق.
هذا الهدوء النسبي دفع المستثمرين للتخلي عن أصول التحوط، وفي مقدمتها الدولار، والذي عادة ما يستفيد من أجواء عدم اليقين. وكنتيجة لذلك، فشل مؤشر الدولار في اختراق مستوى 100.00 يوم الاثنين، وعاد ليتراجع بقوة تحت مستوى 98.00، في ظل مؤشرات مختلطة بشأن مسار الفائدة الأمريكي وتراجع القلق الجيوسياسي.
فنيًا، يواجه المؤشر مقاومة فورية عند 98.00، بينما يشير استمرار الهبوط إلى احتمال استهداف المستوى النفسي 97.00، وهو أدنى مستوى لم يتم لمسه منذ فبراير 2022. ويبدو أن تطورات وقف إطلاق النار ستظل عاملاً رئيسيًا في تحديد توجهات الدولار خلال الأيام القادمة، إلى جانب صدور بيانات التضخم المرتقبة نهاية الأسبوع.