أسعار الذهب تبحث عن زخم جديد بعد التعافي من أدنى مستوياتها في شهر وسط ترقب لبيانات التضخم وكلمة باول
تعافت أسعار الذهب جزئيًا من أدنى مستوى لها في أكثر من شهر وسط تفاؤل تجاري وضغوط من ارتفاع عوائد السندات الأمريكية، فيما يترقب المستثمرون بيانات التضخم الأمريكية وكلمة جيروم باول لتحديد اتجاه السوق القادم.

شهدت أسعار الذهب (XAU/USD) يوم الخميس محاولات للتعافي بعد تراجعها إلى أدنى مستوياتها منذ العاشر من أبريل، حيث لامست منطقة 3120 دولار قبل أن تشهد ارتدادًا طفيفًا بدعم من تزايد الطلب على الملاذات الآمنة وتراجع الدولار الأمريكي بشكل مؤقت. ومع ذلك، لا يزال الاتجاه الصعودي للذهب محدودًا في ظل تفاؤل الأسواق بشأن تهدئة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين وارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية، ما يقلص جاذبية المعدن الذي لا يدرّ عوائد.
هذا التحول في المزاج العام للأسواق يأتي نتيجة مؤشرات على تقارب أمريكي-إيراني، وتصريحات الرئيس دونالد ترامب بشأن قرب التوصل لاتفاق، إضافة إلى محادثات مرتقبة بشأن الحرب الروسية الأوكرانية. من جهة أخرى، دفع انحسار المخاوف من ركود اقتصادي المستثمرين إلى تقليص توقعاتهم بشأن تخفيضات الفائدة الأمريكية، ما أدى إلى صعود العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى أعلى مستوياته خلال شهر.
الأنظار الآن تتجه إلى صدور بيانات مؤشر أسعار المنتجين الأمريكي (PPI) وخطاب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، بحثًا عن مؤشرات جديدة قد تدفع بالسوق في اتجاه أو آخر. في الوقت نفسه، تستمر التصريحات من كبار مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي في تأكيد نهج الترقب والحذر في السياسة النقدية، مع الإشارة إلى قوة الاقتصاد الأمريكي وتباطؤ وتيرة التضخم.
من الجانب الفني، يشير الهبوط الحاد دون مستوى 3200 دولار، وكسر مستوى فيبوناتشي 61.8%، إلى احتمال استمرار الضغط البيعي. وقد يستهدف الذهب مناطق دعم جديدة حول 3135 – 3133 دولار، وفي حال كُسرت هذه المستويات، قد يتجه نحو 3100 ثم 3060 دولار. في المقابل، أي محاولة انتعاش قد تصطدم بمقاومات حادة عند 3170 ثم 3200 دولار، مع إمكانية العودة إلى 3265 دولار في حال اختراق تلك الحواجز.