يواصل الذهب تماسكه قرب مستوى 3380 دولار للأونصة في مستهل تعاملات الجلسة الأمريكية، بعد فشل واضح في تجاوز الحاجز النفسي الهام عند 3400 دولار. وعلى الرغم من ذلك، ظل المعدن مدعومًا بتقاطع من العوامل الإيجابية، أبرزها تنامي التوترات التجارية العالمية وتصاعد رهانات الأسواق على خفض مرتقب لأسعار الفائدة الأمريكية خلال اجتماع الاحتياطي الفيدرالي المقبل في سبتمبر.
وجاءت هذه التوقعات بعد صدور بيانات أمريكية أظهرت زيادة في عدد طلبات إعانة البطالة الأسبوعية إلى 226 ألف طلب، وهو أعلى من التقديرات السابقة، ما يعكس إشارات واضحة على ضعف سوق العمل. كما أظهرت البيانات تحسنًا في إنتاجية العمل، لكنها جاءت دون التوقعات، في حين تراجعت تكاليف العمل بشكل حاد مقارنة بالربع السابق، مما عزز آمال التيسير النقدي.
في الوقت نفسه، ساهمت تصريحات حذرة من مسؤولي الفيدرالي، من بينهم ليزا كوك وماري دالي، في تعزيز هذه التوقعات، حيث أبدوا قلقهم من ضعف سوق العمل وألمحوا إلى احتمالية الحاجة لتعديل السياسة النقدية في ظل المخاطر الاقتصادية المتزايدة.
الذهب استفاد أيضًا من عوامل دعم أخرى، شملت تراجع عوائد سندات الخزانة الأمريكية، وضعف أداء الدولار، إلى جانب استمرار تدفقات الملاذ الآمن وسط تصاعد النزاعات التجارية بعد فرض الرئيس الأمريكي ترامب تعريفات جديدة صارمة على الواردات، خصوصًا على أشباه الموصلات والسلع الهندية، ضمن سياسة تجارية هجومية تستهدف أكثر من 60 دولة.
من الناحية الفنية، لا يزال الذهب يتحرك بشكل عرضي دون اختراق واضح للمثلث الصاعد، لكنه يحافظ على دعمه فوق المتوسط المتحرك لـ50 يومًا، في إشارة إلى استمرار التوجه الصعودي العام، بينما تبقى المؤشرات الفنية متباينة مع ميل طفيف للصعود.
وفيما انخفض الطلب على الذهب داخل الولايات المتحدة بنسبة 34% في الربع الثاني، فإن تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة وصادرات السبائك القوية، إلى جانب مواصلة بنك الشعب الصيني شراء الذهب للشهر التاسع على التوالي، ساهمت في إبقاء السوق مدعومة أساسياً، وهو ما يجعل الذهب في وضع قوي لمواصلة الصعود حال تحقق كسر واضح لمستوى 3400 دولار.
