الإسترليني يتراجع أمام الدولار بعد صدمة مبيعات التجزئة وترقّب تحركات البنوك المركزية
هبوط الجنيه الإسترليني دون 1.3400 مع ضعف بيانات الاستهلاك البريطانية وتباين توقعات خفض الفائدة بين بنك إنجلترا والاحتياطي الفيدرالي.
تراجع زوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي خلال تعاملات يوم الجمعة، متأثرًا ببيانات اقتصادية بريطانية أضعف من المتوقع وتصريحات حذرة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، ما حدّ من أي محاولات للارتداد الصعودي. ويتداول الزوج حاليًا قرب مستوى 1.3370 بعد أن كسر حاجز 1.3400 النفسي.
وجاء الضغط على الإسترليني عقب صدور بيانات مبيعات التجزئة في المملكة المتحدة، التي أظهرت ضعفًا واضحًا في الطلب الاستهلاكي. فقد سجلت المبيعات نموًا سنويًا بنسبة 0.6% في نوفمبر، دون تحسن عن القراءة السابقة، وبأقل من التوقعات التي أشارت إلى 0.9%. وعلى أساس شهري، تراجعت المبيعات بنسبة 0.1%، في حين كانت الأسواق تنتظر ارتفاعًا بنحو 0.4%، وفقًا لبيانات مكتب الإحصاءات الوطنية.
هذه الأرقام جاءت بعد قرار بنك إنجلترا خفض أسعار الفائدة بتصويت منقسم 5 مقابل 4، في ظل تراجع وتيرة التضخم. ورغم الخفض، تبنّى محافظ البنك أندرو بايلي لهجة حذرة، مؤكدًا أن مسار السياسة النقدية لا يزال غير محسوم، وأن تحسّن بيانات التضخم لا يلغي استمرار المخاطر القائمة.
على الجانب الأمريكي، عززت تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي قوة الدولار، حيث أشار رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، جون ويليامز، إلى وجود مؤشرات إضافية على تباطؤ التضخم، لكنه شدد في الوقت نفسه على عدم وجود استعجال لتغيير السياسة النقدية، معتبرًا أن الارتفاع الطفيف في البطالة لا يمثل مفاجأة كبيرة.
كما أظهرت بيانات جامعة ميتشيغان أن ثقة المستهلك الأمريكي تحسنت في ديسمبر، لكنها جاءت دون التوقعات، مسجلة 52.9 نقطة. وأوضح التقرير أن إنفاق المستهلكين لا يزال يتباطأ، مع تراجع الرغبة في شراء السلع المعمرة للشهر الخامس على التوالي، إلى جانب توقعات باستمرار ارتفاع معدل البطالة خلال العام المقبل.
وبالنسبة لتوقعات التضخم في الولايات المتحدة، يتوقع المستهلكون ارتفاع الأسعار بنسبة 4.2% خلال العام المقبل، بينما تشير التوقعات طويلة الأجل إلى تضخم بنحو 3.2% على مدى خمس سنوات.
فيما يخص السياسة النقدية، لا تزال الأسواق تراهن على بدء الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة في النصف الأول من العام، مع احتمالات مرتفعة للتحرك في يونيو. في المقابل، تشير التقديرات إلى أن بنك إنجلترا قد يكون الأقرب لخفض الفائدة في مارس، وهو ما قد يزيد الضغوط السلبية على الجنيه الإسترليني في حال سبق نظيره الأمريكي.
فنيًا، فقد الزوج زخمه الصعودي بعد كسر مستوى الدعم 1.3400، ويتجه لاختبار المتوسط المتحرك البسيط لـ200 يوم قرب 1.3350. كسر هذا المستوى قد يدفع الأسعار نحو 1.3302، ثم المتوسط المتحرك لـ50 يومًا عند 1.3253. ورغم أن مؤشر القوة النسبية لا يزال في المنطقة الإيجابية، إلا أن ميله الهبوطي يعكس تفوق البائعين في الوقت الحالي.
أما في حال عودة الزخم الإيجابي، فسيحتاج المشترون إلى استعادة مستوى 1.3400 مجددًا لإحياء فرص الصعود واستهداف مستويات أعلى خلال الفترة المقبلة.