الاسترليني يقفز إلى أعلى مستوى منذ 2022 مدعومًا بتراجع الدولار وتوقعات خفض الفائدة الأمريكية
سجل الجنيه الإسترليني قفزة قوية مقابل الدولار الأمريكي، متجاوزًا مستوى 1.3600 للمرة الأولى منذ أكثر من ثلاث سنوات، مدفوعًا بتراجع الدولار بعد بيانات ضعيفة لسوق العمل الأمريكي. تترقب الأسواق الآن تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي وتقرير الوظائف الأمريكية الذي قد يوجه مسار السياسة النقدية المقبلة.

شهد زوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي (GBP/USD) ارتفاعًا قويًا خلال تداولات الخميس، متجاوزًا مستوى 1.3600 ليصل إلى أعلى مستوياته منذ فبراير 2022. هذا الصعود جاء مدفوعًا بضعف جديد في أداء الدولار الأمريكي، في أعقاب صدور بيانات اقتصادية مخيبة للآمال من الولايات المتحدة.
حيث أظهرت بيانات وزارة العمل الأمريكية زيادة غير متوقعة في عدد طلبات إعانة البطالة، إذ بلغت 247 ألف طلب خلال الأسبوع المنتهي في 31 مايو، متجاوزة التوقعات التي كانت تشير إلى 235 ألفًا فقط. هذا التدهور في مؤشرات سوق العمل زاد الضغوط على الدولار، وأثار تساؤلات حول مدى متانة الاقتصاد الأمريكي.
إلى جانب ذلك، ساهمت نبرة رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد المتفائلة بعد قرار خفض الفائدة الأوروبية في تقويض شهية المستثمرين تجاه العملة الأمريكية، حيث ألمحت لاجارد إلى أن دورة التيسير النقدي قد تقترب من نهايتها، مما عزز جاذبية الأصول الأوروبية مقارنة بالدولار.
في ظل هذه التطورات، تراجع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.4% ليستقر عند 98.45، ما فتح المجال أمام العملات الأخرى، وعلى رأسها الجنيه الإسترليني، لتحقيق مكاسب لافتة.
وتبقى الأنظار موجهة إلى تصريحات مرتقبة من عدد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، إضافة إلى تقرير الوظائف غير الزراعية المنتظر يوم الجمعة، والذي يُتوقع أن يلعب دورًا محوريًا في تحديد توجهات السياسة النقدية المقبلة. ووفقًا لأداة FedWatch التابعة لمجموعة CME، تسعّر الأسواق حاليًا احتمالًا نسبته 30% لخفض الفائدة الأمريكية في يوليو المقبل.