الجنيه الإسترليني يتوقف عن الصعود: ترقب قرارات البنوك المركزية وتطورات تجارية عالمية

شهد زوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي استقرارًا نسبيًا حول مستوى 1.3360 بعد موجتين من المكاسب، وسط حالة من الحذر والترقب التي تسيطر على الأسواق قبيل صدور قرارات السياسة النقدية لكل من الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وبنك إنجلترا. ويأتي ذلك في وقت تحسنت فيه شهية المخاطرة نتيجة مؤشرات على إمكانية تخفيف التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بعدما أكد وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت أنه سيجتمع مع نائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفنغ في سويسرا خلال الأسبوع الحالي.

هذا التطور ساهم في دعم الدولار الأمريكي، الذي حافظ على تماسكه قبل الاجتماع المنتظر لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، حيث تُشير الأسواق إلى احتمالية كبيرة بتثبيت أسعار الفائدة دون تغيير، مع توقع أول خفض في يوليو يليه اثنان آخران بحلول نهاية العام، وفقًا لبيانات سوق المقايضات.

من جهة أخرى، أعلنت المملكة المتحدة والهند عن التوصل إلى اتفاقية تجارة حرة جديدة، في خطوة اعتُبرت استجابة للتحولات المتسارعة في السياسات التجارية الدولية، خصوصًا في ظل الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرًا. وأثارت هذه الخطوة تكهنات بأن اتفاقًا تجاريًا بين بريطانيا والولايات المتحدة قد يكون قريبًا أيضًا، في ظل المؤشرات المتزايدة على تقارب اقتصادي بين الجانبين.

الأسواق لا تترقب فقط قرارات الفيدرالي، بل تتابع عن كثب أيضًا توجهات بنك إنجلترا، الذي من المتوقع أن يُعلن عن خفض بمقدار 25 نقطة أساس ضمن خطة تيسير نقدي تصل إلى 94 نقطة أساس خلال العام.

تحليل الحركة الفنية لزوج GBP/USD يُظهر بقاءه ضمن نطاق ضيق يتراوح بين 1.3320 و1.3400 خلال الأيام الأخيرة، مع غياب محفزات كبرى قد تدفعه خارج هذا النطاق. ويشير الخبراء إلى أنه في حال جاءت نبرة الفيدرالي أكثر تشددًا من المتوقع، فإن الزوج قد ينزلق نحو مستوى 1.33 ثم إلى 1.3233، وربما يصل إلى المتوسط المتحرك لخمسين يومًا عند 1.3044 في حال استمرار التراجع. أما في حال تجاوزه لمستوى 1.3400 صعودًا، فقد يتجه لاختبار مقاومات مهمة عند 1.3443 و1.3450، مع احتمالية استهداف 1.3500 على المدى القصير.