الجنيه الإسترليني يصعد بثقة وسط ضغوط على الدولار وصفقة تجارية محتملة مع الاتحاد الأوروبي

حقق الجنيه الإسترليني مكاسب ملحوظة أمام الدولار الأمريكي مدعومًا بتوقعات إيجابية لصفقة تجارية بين لندن وبروكسل، بينما تراجع الدولار عقب خفض موديز لتصنيف الولايات المتحدة الائتماني. وتشير البيانات الاقتصادية والتوقعات النقدية إلى استمرار قوة الجنيه في الأجل القريب.

May 19, 2025 - 15:01
الجنيه الإسترليني يصعد بثقة وسط ضغوط على الدولار وصفقة تجارية محتملة مع الاتحاد الأوروبي

سجل الجنيه الإسترليني مكاسب قوية أمام الدولار الأمريكي يوم الاثنين، مدعومًا بتوقعات إيجابية بشأن صفقة تجارية بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، في حين تعرض الدولار لضغوط متزايدة بعد أن خفضت وكالة موديز التصنيف الائتماني السيادي للولايات المتحدة من الدرجة الممتازة Aaa إلى Aa1، ما دفع المستثمرين نحو الابتعاد عن العملة الأمريكية.

الجنيه استقر بالقرب من مستوى 1.3400 مقابل الدولار، مستفيدًا من تفاؤل الأسواق باجتماع مرتقب في لندن بين مسؤولين من المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي. وتشير التوقعات إلى أن الاتفاق المحتمل سيوفر دفعة لقطاعات حيوية مثل الدفاع والطاقة والزراعة، حيث قد تفتح الاتفاقية الدفاعية غير الملزمة، وفقًا لما صرح به ويليام باين من غرفة التجارة البريطانية، فرصًا بقيمة 150 مليار يورو أمام الشركات البريطانية العاملة في قطاع الأسلحة.

في الوقت ذاته، استمرت الضغوط على الدولار مع تراجع مؤشره إلى نحو 100.40، بعد قرار موديز الذي استند إلى تراكم الديون الأمريكية وتفاقم تكاليف الفائدة. ومع أن الوكالة أكدت احتفاظها بالثقة في السياسات الاقتصادية الأمريكية، فإن الأسواق نظرت إلى القرار كتحذير بشأن مستقبل الاستقرار المالي الأمريكي.

التقارير الصادرة أيضًا عن مورغان ستانلي أشارت إلى أن خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي قد لا يحدث قبل مارس 2026، نظرًا لاستمرار الضغوط التضخمية واستقرار الرسوم الجمركية. ومع ذلك، تُظهر أداة CME FedWatch توقعات بأن المركزي الأمريكي قد يخفض الفائدة مرتين هذا العام، بدءًا من سبتمبر، في ظل استمرار تأثير التعريفات الجديدة على توقعات التضخم، والتي ارتفعت بحسب بيانات جامعة ميشيغان إلى 7.3%.

على الصعيد المحلي، عزز أداء الجنيه الإسترليني أيضًا من خلال بيانات الناتج المحلي الإجمالي القوية في الربع الأول، والتي أظهرت نموًا بنسبة 0.7%. كما يترقب المستثمرون صدور بيانات التضخم لشهر أبريل، وسط توقعات بارتفاع مؤشر أسعار المستهلك الأساسي إلى 3.6%، ما قد يعزز فرص اتخاذ بنك إنجلترا قرارات نقدية أكثر تشددًا قريبًا.

تحليليًا، يواصل الجنيه الاستقرار فوق متوسطه المتحرك الأسي لمدة 20 يومًا، فيما تشير المؤشرات الفنية إلى احتمالية اختراق مستويات مقاومة جديدة إذا واصل الزخم الصعودي، خاصة إذا تجاوز مستوى 1.3445، في حين أن المستوى النفسي 1.3000 سيظل حاجز دعم قوي في حالة أي تراجع.