الجنيه الإسترليني يقترب من ذروته في أكثر من 3 سنوات بدعم من ضعف الدولار وتراجع توقعات خفض الفائدة
يحافظ الجنيه الإسترليني على قوته مقابل الدولار، مسجلاً أعلى مستوياته منذ 39 شهرًا، بدعم من تراجع التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وأوروبا وضعف الدولار الأمريكي. كما ساهمت البيانات الاقتصادية القوية في بريطانيا في تقليص احتمالات خفض الفائدة، ما زاد من دعم العملة البريطانية.

واصل زوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي (GBP/USD) أداءه الإيجابي للجلسة الثالثة على التوالي، حيث استقر قرب مستوى 1.3570 خلال التعاملات الآسيوية صباح الثلاثاء، ليبقى قريبًا من أعلى مستوى له في 39 شهرًا والذي بلغه عند 1.3593. هذا الارتفاع يأتي في ظل تراجع قوة الدولار الأمريكي وتزايد رغبة المستثمرين في المخاطرة.
ويواجه الدولار ضغوطًا متزايدة نتيجة انخفاض التوترات التجارية بين واشنطن وبروكسل، بعدما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تمديد الموعد النهائي لفرض الرسوم الجمركية على واردات الاتحاد الأوروبي حتى التاسع من يوليو، عقب مكالمة هاتفية مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين. وكان ترامب قد هدد سابقًا بفرض رسوم بنسبة 50% على الواردات الأوروبية، مما أثار حالة من الترقب في الأسواق.
كما زادت الضغوط على الدولار نتيجة المخاوف المرتبطة بالوضع المالي الأمريكي، بالتزامن مع تقدم مشروع قانون جديد في مجلس الشيوخ من شأنه أن يضيف نحو 3.8 مليار دولار إلى العجز العام، وفق تقديرات مكتب الميزانية في الكونغرس. يتضمن المشروع حوافز مالية ضخمة، أبرزها تخفيضات ضريبية ودعم لقروض السيارات المصنّعة محليًا، بالإضافة إلى رفع سقف الدين، وهي خطوات قد تؤدي إلى ارتفاع عوائد السندات لفترة أطول مما يزيد من تكاليف الاقتراض.
على الجانب الآخر، وجد الجنيه الإسترليني دعمًا من إعادة تقييم توقعات السياسة النقدية في بريطانيا، خصوصًا بعد صدور بيانات التضخم ومبيعات التجزئة لشهر أبريل والتي جاءت أقوى من المتوقع. وتشير عقود السوق الآجلة إلى احتمالية خفض وحيد بمقدار 25 نقطة أساس من بنك إنجلترا خلال عام 2025، مع فرصة متقاربة لاحتمال خفض آخر، ما قلل من ضغوط خفض الفائدة وأعطى دفعة إضافية للعملة البريطانية.