الجنيه الإسترليني ينتعش مع تراجع الدولار لكن ضغوط بريطانيا الاقتصادية تكبح المكاسب
ارتفع زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي فوق 1.35 بدعم من ضعف الدولار بعد خفض الفائدة الأمريكية، لكن هشاشة سوق العمل البريطاني والتقشف المرتقب يحدان من آفاق الصعود.

حقق الجنيه الإسترليني انتعاشًا محدودًا يوم الاثنين، مستفيدًا من تراجع الدولار الأمريكي عقب خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي للفائدة الأسبوع الماضي، لكنه يظل محاصرًا بالضغوط الاقتصادية الداخلية في المملكة المتحدة. وفي وقت كتابة التقرير، كان زوج GBP/USD يتداول قرب 1.3496 مرتفعًا بنسبة 0.27%، بعد أن ارتد من أدنى مستوياته الأسبوع الماضي عند 1.3453، فيما لامس مؤخرًا أعلى قمة شهرية عند 1.3726.
تراجع الدولار الأمريكي انعكس بوضوح في مؤشر الدولار (DXY) الذي هبط بنسبة 0.18% إلى 97.47، مما أعطى دفعة لعملات مجموعة العشر الكبرى، وعلى رأسها الإسترليني. وجاء هذا بعد أن ثبت الفيدرالي خفضًا بمقدار 25 نقطة أساس الأسبوع الماضي، ضمن مسار يتوقع أن يصل إلى 75 نقطة أساس من التيسير بنهاية 2025. ومع ذلك، شدد رئيس الفيدرالي جيروم باول أن الخطوة كانت احترازية لإدارة المخاطر أكثر من كونها بداية دورة تيسير كبيرة، رافضًا فكرة خفض أعمق بمقدار 50 نقطة أساس.
وعلى صعيد السياسة الأمريكية، تترقب الأسواق التطورات داخل الكونغرس، حيث يقترب الموعد النهائي لتمويل الحكومة في 30 سبتمبر، مع عودة مجلس الشيوخ في 28 سبتمبر، بينما لن يجتمع مجلس النواب قبل 7 أكتوبر، ما يثير مخاوف من إغلاق حكومي محتمل.
أما في المملكة المتحدة، فتظل الضغوط الداخلية أكثر وضوحًا، إذ يحذر الخبراء من هشاشة سوق العمل المحلي، بالتوازي مع استعداد الحكومة لميزانية خريفية قد تتضمن إجراءات تقشفية جديدة، وهو ما قد يقيد مكاسب الإسترليني.
من الناحية الفنية، يواجه الزوج مقاومة قوية عند المتوسط المتحرك البسيط لـ 20 يومًا قرب 1.3520. وإذا فشل في الإغلاق اليومي فوق 1.3500، فقد يتجدد الضغط البيعي ليستهدف 1.3400 ثم 1.3332. على الجانب الآخر، فإن نجاح المشترين في اختراق مستوى 1.3559 المسجل الجمعة الماضية قد يمهد الطريق لنموذج صعودي ويفتح المجال أمام مستويات أعلى.