الجنيه الإسترليني ينتعش مع تراجع بيسنت عن موقفه التجاري وتلميحات باول بالتيسير النقدي

شهد الجنيه الإسترليني ارتفاعًا واضحًا أمام الدولار الأمريكي خلال جلسة الأربعاء، مدعومًا بتراجع حدة اللهجة الأمريكية تجاه الصين، إلى جانب تصريحات تميل إلى التيسير من جانب رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول. فقد صعد زوج الإسترليني/الدولار بنسبة 0.60% ليصل إلى مستوى 1.3396، بعد ارتداده من قاع يومي عند 1.3309، مع تحسن مزاج السوق تجاه الأصول ذات المخاطر.

جاء هذا التحسن عقب تصريحات وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، الذي لمح إلى إمكانية تمديد فترة التوقف في فرض الرسوم الجمركية على البضائع الصينية، مقابل خطوات من بكين لتخفيف القيود على تصدير العناصر النادرة. وأوضح بيسنت خلال مؤتمر صحفي في واشنطن أن هذه المسألة ستخضع للنقاش خلال الأسابيع المقبلة، مما فسّره المستثمرون كإشارة إلى احتمال تهدئة في العلاقات التجارية بين القوتين الاقتصاديتين.

في الوقت نفسه، أثرت تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول على الدولار الأمريكي، حيث أقرّ بضعف في سوق العمل وأشار إلى أن السياسة النقدية تقترب من مستويات “محايدة”، مما عزز توقعات خفض الفائدة في المرحلة القادمة. كما حذر باول من أن استمرار الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة قد يؤدي إلى زيادة البطالة وتسريح موظفين في القطاع الفيدرالي.

أما في المملكة المتحدة، فقد أشار محافظ بنك إنجلترا أندرو بايلي إلى تباطؤ سوق العمل البريطاني، معتبرًا أن البيانات الأخيرة تدعم رؤيته بشأن تراجع وتيرة التوظيف. وتستعد الأسواق المحلية لميزانية الخريف التي ستعلنها المستشارة راشيل ريفز، والمتوقع أن تتضمن زيادات في الضرائب وخفضًا في الإنفاق لتحقيق التوازن المالي.

ورغم المكاسب الحالية، يرى محللون أن الاتجاه العام لزوج الإسترليني/الدولار ما يزال يميل للهبوط، إذ يتوقع بعضهم إمكانية تراجع الزوج نحو مستوى الدعم 1.30 ما لم يتمكن المشترون من الحفاظ على التداول فوق 1.34. وتشير المؤشرات الفنية إلى ضعف الزخم الصعودي، مع بقاء مؤشر القوة النسبية دون المستوى المحايد.