الدولار الأمريكي تحت الضغط مجددًا: محادثات فوركس مع كوريا الجنوبية وتوقعات خفض الفائدة تهز السوق
الدولار الأمريكي يواصل هبوطه نتيجة بيانات التضخم الضعيفة وتزايد التوقعات بخفض الفائدة، وسط محادثات حساسة بين واشنطن وسول بشأن سوق العملات. المخاوف من تدخلات محتملة تهدد بمزيد من التراجع نحو مستويات لم تُسجل منذ عام 2022.

واصل الدولار الأمريكي خسائره لليوم الثاني على التوالي، متأثرًا بسلسلة من التطورات الاقتصادية والجيوسياسية، أبرزها صدور بيانات التضخم الأمريكية لشهر أبريل والتي جاءت أضعف من التوقعات، ما أعاد إلى الواجهة احتمالات خفض أسعار الفائدة هذا العام من قبل الاحتياطي الفيدرالي. هذه البيانات أضعفت موقف الدولار مقابل العملات الرئيسية، لا سيما الآسيوية، ودفعته نحو مستوى الدعم قرب 100 على مؤشر DXY، الذي يقيس أداءه أمام ست عملات رئيسية.
في الوقت ذاته، اكتسب الوون الكوري الجنوبي قوة أمام الدولار الأمريكي عقب إعلان بلومبرغ عن محادثات جارية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بشأن أسواق العملات، ما أعاد للأذهان أحداثًا مشابهة حين ارتفع الدولار التايواني بشكل لافت بداية الشهر الجاري. هذا الانخفاض في الدولار يعكس إلى حد كبير مخاوف المستثمرين من تدخلات محتملة في أسواق الصرف، خاصة مع ازدياد التركيز على توازنات التجارة العالمية.
من الناحية الفنية، يشير المحللون إلى أن كسر مستوى الدعم عند 100.22 قد يفتح المجال لمزيد من التراجع نحو أدنى مستوياته منذ عام 2022، مع إمكانية بلوغ مستوى 94.56 إذا استمرت الضغوط الحالية. وعلى الرغم من بعض محاولات التعافي، فإن التوقعات ما زالت تميل إلى الهبوط، في ظل محدودية فرص رفع أسعار الفائدة وازدياد الرهانات على خفضها مع تباطؤ النمو الاقتصادي الأمريكي.
في المقابل، تراقب الأسواق تصريحات قادة الاحتياطي الفيدرالي، إذ أكد نائب الرئيس فيليب جيفرسون أن السياسة النقدية الحالية قادرة على التكيف مع أي تطورات مفاجئة في التضخم، لكنه حذر من أن آثار الرسوم الجمركية الجديدة قد تكون طويلة الأمد. كما تتابع الأسواق كلمة مرتقبة لرئيسة فرع الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، ماري دالي.
الأسواق المالية، رغم هذه الخلفية السلبية، أبدت مقاومة نسبية، مدفوعة بالتفاؤل الذي صاحب عودة الرئيس ترامب من زيارته للشرق الأوسط، حاملاً عدة صفقات تجارية. غير أن تذبذب عوائد السندات الأمريكية واستمرار الغموض بشأن سياسة الفائدة يعززان الاتجاه الضعيف للدولار في المرحلة الحالية.