سجّل الدولار الأمريكي أداءً لافتًا مطلع هذا الأسبوع، مواصلاً ارتفاعه بعد أن حقق أكبر مكاسبه اليومية منذ شهر مايو بنسبة بلغت 1% يوم الإثنين، في أعقاب الإعلان عن اتفاق تجاري بارز بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. الاتفاق، الذي تم الكشف عنه يوم الأحد، اعتُبر دفعة قوية للاقتصاد الأمريكي، حيث منح واشنطن تنازلات كبيرة، عززت من ثقة المستثمرين وأعادت الزخم للعملة الخضراء.
وفي تداولات الثلاثاء الأوروبية، حافظ مؤشر الدولار (DXY) على استقراره بالقرب من مستوى 98.89، بعد أن لامس في الجلسة الآسيوية 99.05، وهو أعلى مستوى له منذ أكثر من شهر. ويبدو أن المؤشر في طريقه لتحقيق أول مكسب شهري له منذ ديسمبر الماضي، بعد أن سجل ارتفاعًا بنسبة تجاوزت 2% منذ بداية يوليو، مدفوعًا بتحسن العلاقات التجارية الأمريكية مع شركاء مثل اليابان، وفيتنام، والفلبين، بالإضافة إلى الأداء القوي للاقتصاد الأمريكي.
الاتفاق الجديد مع الاتحاد الأوروبي شمل فرض تعريفات أقل من المتوقع على السلع الأوروبية، مع استثناءات استراتيجية شملت الرقائق ومكونات الطائرات. بالمقابل، تعهد الاتحاد الأوروبي بشراء ما يعادل 750 مليار دولار من الغاز الطبيعي الأمريكي، واستثمار 600 مليار دولار إضافية في الاقتصاد الأمريكي عبر القطاع الخاص.
في الوقت نفسه، تتجه الأنظار إلى البيانات الاقتصادية الأمريكية المرتقبة خلال اليوم، والتي تتضمن مؤشر ثقة المستهلك وتقرير الوظائف الشاغرة (JOLTS)، حيث من المتوقع أن يظهر تحسّن في الثقة إلى 96.0، بالإضافة إلى وجود 7.5 مليون وظيفة شاغرة تقريبًا. هذه البيانات قد تكون مؤثرة قبل قرار الاحتياطي الفيدرالي بشأن السياسة النقدية غدًا، خاصة مع تراجع احتمالات خفض الفائدة في ظل إشارات متزايدة على متانة الاقتصاد.
وعلى الجانب الفني، يحافظ مؤشر الدولار على زخمه الصعودي، مدعومًا بتجاوز المتوسطات المتحركة ومؤشرات الزخم مثل RSI وMACD التي تشير إلى استمرار القوة الشرائية. مع بقاء المؤشر أعلى من مستوى الدعم عند 98.50، تظل الأنظار موجهة نحو المقاومة التالية عند 99.42، ثم المتوسط المتحرك الأسي لـ100 يوم قرب 99.97، ما يعزز فرص استمرار الاتجاه الصاعد في المدى القريب.
