الدولار يكتسح الفرنك مع اتفاق تجاري أمريكي أوروبي يعيد رسم خريطة النفوذ الاقتصادي
قفز زوج الدولار/الفرنك لأعلى مستوى له في أسبوع بعد اتفاق تجاري ضخم بين واشنطن وبروكسل أثار جدلًا أوروبيًا واسعًا وعزز هيمنة الدولار عالميًا.

شهد الدولار الأمريكي ارتفاعًا قويًا أمام الفرنك السويسري يوم الاثنين، مدعومًا باتفاق تجاري جديد بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ما أدى إلى تراجع ملحوظ في الطلب على الفرنك كملاذ آمن وسط تحسن شهية المخاطرة في الأسواق. وارتفع زوج USD/CHF بنسبة تقارب 1%، مسجلًا أقوى أداء يومي له منذ أكثر من أسبوع، واستقر حول مستوى 0.8034 خلال جلسة التداول الأمريكية، فيما واصل مؤشر الدولار DXY صعوده إلى 98.70، وهو الأعلى منذ قرابة أسبوعين.
الاتفاق التجاري، الذي أُعلن عنه عقب اجتماع غير رسمي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في اسكتلندا، شمل خفضًا كبيرًا في الرسوم الجمركية الأمريكية على الواردات الأوروبية من 30% إلى 15% فقط. في المقابل، تعهد الاتحاد الأوروبي بشراء 750 مليار دولار من الغاز الطبيعي المسال الأمريكي خلال ثلاث سنوات، إلى جانب استثمارات إضافية بقيمة 600 مليار دولار في قطاعات أمريكية استراتيجية تشمل الطاقة المتجددة والدفاع والتكنولوجيا المتقدمة.
رغم الترحيب المبدئي من الأسواق، واجه الاتفاق انتقادات لاذعة داخل الاتحاد الأوروبي، حيث وصفه رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو بأنه يمثل "خضوعًا اقتصاديًا" ويهدد استقلال أوروبا الاقتصادي على المدى الطويل. هذا القلق انعكس في الأسواق مباشرة، حيث تراجع اليورو بنسبة تفوق 0.5% أمام الدولار ليستقر زوج EUR/USD عند نحو 1.1591، نتيجة تخوف المستثمرين من تحول مركز الثقل المالي والتجاري نحو الولايات المتحدة.
في ظل هذه التطورات، يوجه المتداولون أنظارهم إلى مفاوضات التجارة الجارية بين الولايات المتحدة والصين في ستوكهولم، والتي يُنتظر أن تؤثر أيضًا على توجهات السوق. كما يترقب المستثمرون قرار الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة يوم الأربعاء، وسط توقعات بالإبقاء على المعدلات بين 4.25% و4.50%، في وقت يواصل فيه البنك الوطني السويسري نهجه التيسيري مع توقعات بإعادة اعتماد الفائدة السلبية، ما يعمّق الفجوة بين السياسات النقدية للطرفين ويدفع بمزيد من الدعم لصالح الدولار الأمريكي.