الذهب عالق في نطاق ضيق قبيل قرار الفيدرالي وسط ترقب واسع للأسواق
يستقر الذهب قرب 4200 دولار مع تسعير الأسواق شبه الكامل لخفض الفائدة من الفيدرالي، بينما تترقب الأنظار نبرة التوجيهات المستقبلية التي قد تحسم الاتجاه القادم.
يتحرك الذهب في نطاق عرضي ضيق مع بداية تداولات الثلاثاء، حيث يفضل المستثمرون التزام الحذر قبل صدور قرار السياسة النقدية من مجلس الاحتياطي الفيدرالي. هذا الهدوء النسبي يعكس حالة من الترقب، بعد أكثر من أسبوع من التداولات الجانبية التي هيمنت على حركة المعدن النفيس.
ويتداول الذهب حاليًا قرب مستوى 4200 دولار للأوقية، بعدما تعرض لضغط مؤقت دفعه للهبوط باتجاه 4170 دولارًا خلال الجلسة الأوروبية المبكرة، قبل أن يعاود الاستقرار.
وتسعّر الأسواق المالية احتمالًا مرتفعًا يقارب 90% لخفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، ما قد يخفض النطاق المستهدف للفائدة الفيدرالية إلى 3.50%–3.75%. ومع أن هذه التوقعات تدعم الذهب عادةً، إلا أن تركيز المستثمرين ينصب بشكل أكبر على التوجيهات المستقبلية للاحتياطي الفيدرالي، في ظل تزايد الحديث عن احتمال تبني نهج أكثر تشددًا خلال الفترات المقبلة وحتى عام 2026.
وفي الخلفية، يواصل مؤشر الدولار الأمريكي التحرك بالقرب من مستوى 99.19، مستفيدًا من مكاسب محدودة، الأمر الذي يفرض ضغطًا طفيفًا على أسعار الذهب. كما زادت حدة التردد في الأسواق بعد التصريحات الحذرة لرئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في الاجتماع السابق، حيث ألمح إلى أن خفض الفائدة في ديسمبر ليس أمرًا مضمونًا.
ويظهر داخل لجنة السياسة النقدية انقسام واضح بين الأعضاء، فبينما يحذر البعض من استمرار مخاطر التضخم، يخشى آخرون من التباطؤ التدريجي في سوق العمل. وقد زادت البيانات الاقتصادية المختلطة، مثل مؤشرات نفقات الاستهلاك الشخصي وأرقام سوق العمل، من حالة الضبابية بشأن وتيرة التيسير النقدي المقبلة.
ومن المنتظر أن تضيف بيانات وظائف القطاع الخاص من ADP وبيانات الوظائف الشاغرة JOLTS مزيدًا من الوضوح حول أوضاع سوق العمل، وذلك قبل إعلان الفيدرالي المنتظر، وهو ما قد يؤثر بدوره على تحركات الذهب.
على الصعيد الجيوسياسي، يواصل التوتر الجيوسياسي دعم المعدن النفيس، خصوصًا في ظل تعثر المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا. وقد أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه لا يزال من المبكر الحديث عن اتفاق يتعلق بالتنازلات الإقليمية، وهو ما يحافظ على الطلب على الذهب كملاذ آمن.
فنيًا، يبقى الذهب محصورًا أسفل مستوى المقاومة الرئيسي عند 4250 دولارًا، بينما تتشكل منطقة دعم قوية بين 4200 و4180 دولارًا. تحافظ المتوسطات المتحركة على استقرار السعر قرب هذه المناطق، في حين تعكس مؤشرات الزخم مثل مؤشر القوة النسبية وMACD حالة حياد واضحة، ما يشير إلى انتظار المتداولين لمحفز قوي يحدد الاتجاه التالي.