الذهب في وضع الانتظار: تفاؤل تجاري عالمي يحد من بريق الملاذ الآمن
تراجع الذهب رغم بقائه فوق 3300 دولار، مع تبدد مخاوف الأسواق بعد توقيع اتفاق تجاري أمريكي أوروبي وتحول المستثمرين نحو الأصول عالية المخاطر.

بدأ الذهب تعاملات الأسبوع بشكل مستقر، متداولًا ضمن نطاق ضيق قرب 3340 دولارًا للأونصة، في وقت تشهد فيه الأسواق تفاؤلًا ملحوظًا بعد إعلان اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي خفف من حدة التوترات العالمية، وقلل من الإقبال على الأصول الآمنة.
هذا الاتفاق، الذي جاء في أعقاب مفاوضات مباشرة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، يتضمن خفض التعريفات الجمركية الأمريكية على الواردات الأوروبية من 30% إلى 15%، مقابل فتح مزيد من القطاعات الحيوية أمام الشركات الأمريكية، خاصة في مجالات الزراعة والطاقة النظيفة والخدمات الرقمية. كما أُدرجت إعفاءات إضافية في عدد من القطاعات الاستراتيجية، مثل مكونات الرقائق الإلكترونية وبعض المواد الكيميائية.
وقد انعكس هذا التقدم التجاري بشكل مباشر على أداء الدولار الأمريكي، الذي حافظ على قوته ترقبًا لاجتماع الفيدرالي المرتقب، في حين بقي الذهب تحت الضغط وسط تراجع الطلب عليه كملاذ آمن.
وبحسب تصريحات وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، فإن الاتفاق الجديد يُعد خطوة نحو بناء شراكة اقتصادية قوية عبر الأطلسي، مبنية على الابتكار والتكافؤ. كما يفتح المجال لتعاون في مجال المعادن الحيوية، ما يسمح للدول الأوروبية بالاستفادة من مزايا قانون خفض التضخم الأمريكي.
من ناحية أخرى، لا تزال الأنظار متجهة نحو مفاوضات التجارة بين الولايات المتحدة والصين المنتظرة هذا الأسبوع، والتي قد تؤثر بدورها على توقعات التضخم وسلوك الفيدرالي الأمريكي فيما يخص أسعار الفائدة.
ومع استمرار الخلفية الاقتصادية القوية في الولايات المتحدة، وتوقع الأسواق بنسبة تقارب 60% خفضًا للفائدة في سبتمبر، لا يزال الذهب يفتقر إلى زخم كافٍ للصعود، رغم حفاظه على دعم فني أعلى من 3300 دولار.
فنيًا، يختبر الذهب حاليًا دعمًا ضمن تشكيل فني يشبه المثلث المتماثل، وقد يتطلب الأمر اختراقًا فوق مستوى 3372 دولار (تصحيح فيبوناتشي 23.6%) لاستهداف المستوى النفسي 3400 دولار مجددًا. على الجانب المقابل، فإن مستويات الدعم الفوري تقع عند 3350 و3327 و3292 دولار، مع مراقبة دقيقة لأي كسر قد يدفع بالسعر نحو 3228 دولار.
يبقى مؤشر القوة النسبية (RSI) حول 55، مما يشير إلى تحيز طفيف لصالح المشترين، لكن دون إشارات قوية تدعم اندفاعًا وشيكًا. وفي ظل توازن المعنويات الحالية، تبدو الأسواق بانتظار محفز قوي – سياسي أو اقتصادي – لكسر نطاق التماسك الحالي.