الذهب يتراجع 4% من قممه القياسية وسط قوة الدولار وتحسن شهية المخاطرة
تراجع الذهب بأكثر من 4% من قممه التاريخية قرب 4380 دولار، مع ارتفاع الدولار الأمريكي وتزايد التفاؤل التجاري بين واشنطن وبكين مما قلل الطلب على الملاذات الآمنة.

تراجعت أسعار الذهب يوم الثلاثاء بعد أن أعادت اختبار قممها التاريخية بالقرب من مستوى 4380 دولار، متأثرة بقوة الدولار الأمريكي وتحسن شهية المستثمرين للمخاطر. في وقت كتابة هذا التقرير، كان المعدن الأصفر يتداول حول 4175 دولارًا، منخفضًا بأكثر من 4% ليسجل أدنى مستوى له خلال خمسة أيام.
يأتي هذا التراجع وسط حالة من التفاؤل في الأسواق العالمية، مدفوعة بتقارير تشير إلى إحراز تقدم في المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. وقد خفف هذا التفاؤل من الطلب على الأصول الآمنة مثل الذهب، خاصة بعد مؤشرات من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول احتمال التوصل إلى اتفاق تجاري "عادل وعظيم" خلال اجتماعات قمة APEC المقبلة، رغم تهديده بفرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 155% إذا فشلت المفاوضات.
وفي سياق متصل، وقعت الولايات المتحدة وأستراليا اتفاقية بقيمة 8.5 مليار دولار لتطوير المعادن الحيوية، في خطوة تهدف إلى تقليل الاعتماد على الصين في سلسلة توريد المعادن النادرة. كما دخل الإغلاق الحكومي الأمريكي أسبوعه الرابع دون بوادر انفراج واضحة، رغم تصريحات من البيت الأبيض ترجح قرب التوصل إلى حل.
على صعيد العملة، واصل الدولار الأمريكي ارتفاعه مقابل معظم العملات الرئيسية، حيث يحوم مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) حول أعلى مستوى له في أسبوع عند 98.84، مدعومًا بتراجع الطلب على الأصول الدفاعية. وتتجه الأنظار هذا الأسبوع إلى بيانات مؤشر أسعار المستهلك (CPI) المنتظرة يوم الجمعة، والتي قد تؤثر على قرار الاحتياطي الفيدرالي المتوقع بشأن خفض أسعار الفائدة في اجتماعه القادم أواخر أكتوبر، مع تسعير الأسواق لاحتمال خفض بمقدار 25 نقطة أساس بنسبة تقارب 99%.
من الناحية الفنية، يُظهر الرسم البياني للذهب إشارة على تكوين نموذج قمة مزدوجة بالقرب من 4380 دولار، ما يعزز احتمالات حدوث تصحيح أعمق. ويواجه المعدن مقاومة أولية عند المتوسط المتحرك لـ21 فترة، بينما يشكل مستوى 4200 دولار دعمًا رئيسيًا يمثل خط العنق للنموذج الفني. وفي حال كسر هذا المستوى، قد يمتد الهبوط نحو 4150 دولار ثم إلى منطقة 4050 دولار، حيث يتواجد دعم قوي من المتوسط المتحرك لـ100 فترة.
أما مؤشر القوة النسبية (RSI)، فيشير إلى ميل هبوطي واضح بعد فقدانه الزخم الصعودي، مما يدعم احتمال استمرار التراجع على المدى القصير. ومع ذلك، تبقى النظرة العامة للذهب إيجابية على المدى المتوسط، مدعومة بتوقعات خفض الفائدة الأمريكية واستمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي والسياسي عالميًا.