الذهب يتراجع تحت 4100 دولار مع قوة الدولار وترقب الأسواق لبيانات الوظائف الأمريكية

يتعرض الذهب لضغوط بيعية جديدة بعدما فشل في الحفاظ على مكاسبه اليومية التي دفعته إلى قرب مستوى 4110 دولارات، ليتراجع مبتعدًا عن أعلى مستوى أسبوعي سجله في الجلسة السابقة. ويأتي هذا الضعف في ظل استمرار الطلب القوي على الدولار الأمريكي، مدفوعًا بتراجع توقعات الأسواق لخفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي خلال ديسمبر، وهو ما يقلل جاذبية الذهب باعتباره أصلًا لا يحقق عائدًا.

كما أسهم تحسن شهية المخاطرة في أسواق الأسهم العالمية في زيادة الضغط على المعدن الأصفر، إذ اتجه المستثمرون نحو الأصول ذات المخاطر الأعلى قبل صدور تقرير الوظائف غير الزراعية الأمريكي لشهر سبتمبر. ورغم أن الصورة الحالية ترجّح ميل الاتجاه العام نحو الهبوط، إلا أن المتداولين يفضلون انتظار بيانات الوظائف قبل اتخاذ مراكز جديدة، خاصة مع المخاوف المتعلقة بتباطؤ الاقتصاد الأمريكي عقب أطول إغلاق حكومي في تاريخه، وهي مخاوف قد تمنع هبوطًا أعمق للذهب.

وتعكس محاضر اجتماع الفيدرالي الأخيرة انقسامًا بين صناع القرار حول مسار أسعار الفائدة، حيث أبدى بعض الأعضاء استعدادًا للنظر في خفض الفائدة، بينما حذر آخرون من أن التيسير الزائد قد يهدد جهود السيطرة على التضخم. هذا التوجه المتشدد دفع المستثمرين لتقليص توقعاتهم لخفض قريب، ما عزز قوة الدولار إلى أعلى مستوى له منذ مايو، وبالتالي زاد الضغط على الذهب.

وتتجه الأنظار الآن إلى بيانات الوظائف الأمريكية المؤجلة، والمتوقع صدورها خلال اليوم، والتي تُعد عنصرًا رئيسيًا في تحديد اتجاه الدولار على المدى القصير، وبالتالي مسار الذهب. ويأتي ذلك في وقت تشهد فيه الساحة الجيوسياسية تطورات جديدة، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موافقته على خطة مقترحة للسلام بين روسيا وأوكرانيا، إلى جانب الزيارة الأمريكية النادرة لكييف لإحياء المفاوضات، وهي عوامل ساهمت أيضًا في تراجع الإقبال على الذهب كملاذ آمن.

من الناحية الفنية، لا يزال مستوى المتوسط المتحرك الأسي لـ200 فترة على الرسم البياني لـ4 ساعات، قرب 4018 دولار، يمثل منطقة دعم مهمة قد تخفف من أي هبوط إضافي. أما كسر الحاجز النفسي 4000 دولار فقد يفتح الباب أمام تراجع أعمق نحو مستويات 3931 ثم 3886 دولار. وفي المقابل، فإن استعادة السعر لمستوى 4110 دولار قد تعزز فرص الصعود، خاصة إذا نجح الذهب في تجاوز منطقة 4120 دولار، ما قد يمهد الطريق لاختبار مقاومات قرب 4155 ثم 4200 دولار.