الذهب يتراجع دون 3750 دولار بعد قفزة البيانات الأمريكية وصعود الدولار
تراجع الذهب إلى 3744 دولار مع صعود الدولار وعوائد الخزانة بدعم من بيانات أمريكية قوية للناتج المحلي والسلع المعمرة، بينما يترقب المستثمرون إشارات الاحتياطي الفيدرالي بشأن وتيرة التيسير.

انخفض الذهب يوم الخميس ليتداول دون مستوى 3750 دولار للأونصة، بعد أن عززت سلسلة من البيانات الاقتصادية الأمريكية الإيجابية الدولار الأمريكي وعوائد السندات، مما حدّ من جاذبية المعدن الثمين كملاذ آمن. عند كتابة التقرير، كان زوج الذهب/الدولار (XAU/USD) مستقراً قرب 3744 دولار، متراجعاً عن ذروة الجلسة البالغة 3760 دولار.
أظهرت البيانات الأمريكية قوة ملحوظة، إذ جاءت مطالبات البطالة الأسبوعية عند 218 ألف، أقل من التوقعات البالغة 235 ألف. كما جرى تعديل معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني إلى 3.8% مقارنة بـ 3.3% سابقاً، بينما سجلت طلبيات السلع المعمرة قفزة بنسبة 2.9% في أغسطس، مما عكس استمرار الاستثمارات التجارية. بالتوازي، ارتفع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي إلى 2.6%، متجاوزاً التقديرات قليلاً.
تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الأخيرة عكست موقفاً حذراً، إذ أشار بعضهم إلى الحاجة للموازنة بين السيطرة على التضخم ودعم سوق العمل. ورغم أن الأسواق لا تزال تتوقع خفضاً آخر في الفائدة خلال أكتوبر، إلا أن وتيرة التيسير قد تبقى محدودة إذا استمر التضخم أعلى المستويات المستهدفة.
على صعيد السوق، ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) إلى 98.16، وهو أعلى مستوى منذ أوائل سبتمبر، مدعوماً بزيادة عوائد سندات الخزانة. هذا الصعود شكل ضغطاً على الذهب، رغم استمرار بعض عوامل الدعم مثل التوترات الجيوسياسية وعمليات الشراء عند الانخفاضات.
من الناحية الفنية، يظهر الذهب تماسكا فوق دعم 3717 دولار، بينما يشكل المستوى النفسي 3700 دولار منطقة حرجة. أي كسر أعمق قد يدفع السعر نحو المتوسط المتحرك البسيط لـ50 فترة عند 3703 دولار، ثم المتوسط لـ100 فترة عند 3657 دولار. على الجانب المقابل، تبرز مقاومة عند 3760-3765 دولار، مع إمكانية استهداف القمة التاريخية عند 3791 دولار في حال الاختراق. مؤشر القوة النسبية RSI يستقر عند 57، ما يعكس تباطؤ الزخم دون فقدان الميل الإيجابي تماماً.