الذهب يتراجع دون 4000 دولار مع تبدد رهانات خفض الفائدة وهدنة ترامب – شي تهدئ الطلب على الملاذات الآمنة
انخفض الذهب دون مستوى 4000 دولار للأونصة، متجهًا نحو خسارة أسبوعية جديدة مع تراجع توقعات خفض الفائدة الأمريكية وتحسن المعنويات التجارية بين واشنطن وبكين، ما قلل الإقبال على المعدن كملاذ آمن.
شهدت أسعار الذهب انخفاضًا طفيفًا يوم الجمعة، لتتراجع دون مستوى 4000 دولار للأونصة بعد محاولات فاشلة للحفاظ على الزخم الصعودي، مع اتجاه المستثمرين لإعادة تقييم موقف الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن خفض أسعار الفائدة في الفترة المقبلة. وفي وقت كتابة التقرير، كان زوج الذهب/الدولار (XAU/USD) يتداول قرب 3985 دولارًا بانخفاض يقارب 1%، مما يضع المعدن الثمين على مسار الخسارة الأسبوعية الثانية على التوالي.
جاء هذا التراجع مدفوعًا بارتفاع قوة الدولار الأمريكي وثبات عوائد السندات الأمريكية عقب تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، الذي أكد أن خفض الفائدة في ديسمبر "ليس نتيجة حتمية"، مشددًا على أن القرارات المقبلة ستعتمد على البيانات الاقتصادية. وأدت هذه التصريحات إلى انخفاض توقعات السوق لخفض الفائدة إلى نحو 66% فقط، مقارنةً بأكثر من 90% الأسبوع الماضي.
كما ساهم تحسن المعنويات العالمية في كبح الطلب على الذهب كملاذ آمن، بعد اللقاء الإيجابي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ خلال قمة أبيك في كوريا الجنوبية. وأسفرت المحادثات عن هدنة تجارية لعام كامل حتى نوفمبر 2026، تشمل تقليص الرسوم الأمريكية على الفنتانيل، مقابل تخفيف الصين لرسومها الانتقامية على المنتجات الزراعية الأمريكية وتأجيل قيود تصدير المعادن النادرة، مما خفف مؤقتًا من التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم.
في المقابل، لا يزال الإغلاق الحكومي الأمريكي مستمرًا للأسبوع الخامس، مع تعطل جلسات مجلس الشيوخ وعدم التوصل إلى اتفاق حول مشاريع التمويل الجديدة، ما تسبب في تأخير نشر البيانات الاقتصادية وأثار القلق بشأن التأثيرات المحتملة على النمو الاقتصادي الأمريكي.
من الناحية الفنية، يظهر الذهب في مرحلة تماسك بعد موجة الارتفاع الأخيرة، حيث يواجه مقاومة قوية بين 4020 و4050 دولارًا، وهي منطقة كانت تمثل دعمًا سابقًا. اختراق هذا النطاق قد يمهد الطريق نحو 4100–4150 دولارًا، بينما يشكل المتوسط المتحرك لـ21 فترة عند 3980 دولارًا دعمًا قصير الأجل مهمًا. أما في حال كسره، فقد يمتد الهبوط نحو 3900 دولار، وهو مستوى دعم محوري سيحدد ما إذا كان التصحيح سيستمر بشكل أعمق.
ورغم أن الزخم الفني الحالي يميل إلى الحياد مع مؤشر القوة النسبية (RSI) الذي يستقر حول 50، فإن الاتجاه طويل الأجل يبقى إيجابيًا بفضل استمرار الطلب من البنوك المركزية والعوامل الجيوسياسية التي تدعم المعدن على المدى البعيد.