الذهب يتراجع قرب 4200 دولار مع ترقب قرار الفيدرالي ومؤتمر باول
أسعار الذهب تضغطها حالة الترقب لاجتماع الاحتياطي الفيدرالي مع تسعير الأسواق خفضًا للفائدة واحتمالات نبرة أكثر تشددًا من باول.
تراجعت أسعار الذهب بشكل طفيف خلال تعاملات الأربعاء، في ظل حالة من الحذر بين المتداولين مع اقتراب صدور قرار السياسة النقدية من الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، إضافة إلى المؤتمر الصحفي لرئيس البنك جيروم باول. واستقر سعر الذهب قرب مستوى 4197 دولارًا بعدما سجل قمة يومية حول 4218 دولارًا.
تسود حالة من الجمود في الأسواق العالمية، حيث تحركت الأسهم الأمريكية في نطاق ضيق، بينما انخفضت عوائد السندات الأمريكية وتعرض الدولار لضغوط بيعية. وتسعر الأسواق حاليًا احتمالًا يقارب 90% لخفض أسعار الفائدة، إلا أن توقعات وجود لهجة أكثر تشددًا من الفيدرالي قد تحد من رهانات التيسير خلال عام 2026.
ويترقب المستثمرون باهتمام كبير ملخص التوقعات الاقتصادية، وبالأخص المخطط النقطي لمسار الفائدة، بحثًا عن إشارات أوضح بشأن توجهات السياسة النقدية في العامين المقبلين. ويُنظر إلى الانقسامات داخل لجنة السوق المفتوحة على أنها عامل قد يدفع باول لتبني نبرة أكثر تحفظًا خلال مؤتمره الصحفي.
في الخلفية، تتزايد التوقعات بأن الأسواق ربما تبالغ في تقدير وتيرة خفض الفائدة خلال العام المقبل، حيث تميل بعض التقديرات إلى تسعير خفض بنحو 50 نقطة أساس فقط بدلًا من ثلاث تخفيضات، في ظل نقص البيانات الاقتصادية الحديثة بسبب إغلاق الحكومة الأمريكية، وتأجيل صدور بعض المؤشرات المهمة.
على صعيد حركة السوق اليومية، انخفضت عوائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى نحو 4.16%، كما تراجعت العوائد الحقيقية، وهو ما يوفر دعمًا نسبيًا لأسعار الذهب. في المقابل، تراجع مؤشر الدولار الأمريكي، مما حد جزئيًا من وتيرة خسائر المعدن النفيس.
وأظهرت بيانات سوق العمل الأمريكية استمرار قوة الطلب على العمالة، حيث ارتفعت فرص العمل الشاغرة وفق تقرير JOLTS، كما سجل تقرير ADP تحسنًا في وتيرة التوظيف في القطاع الخاص خلال الأسابيع الأخيرة، ما يعكس مرونة الاقتصاد رغم إشارات التباطؤ.
من الناحية الفنية، لا يزال الاتجاه العام للذهب يميل إلى الصعود، لكن أي لهجة متشددة من الاحتياطي الفيدرالي قد تدفع الأسعار لكسر مستوى 4200 دولار، ما يفتح المجال لمزيد من التراجع نحو مستويات دعم عند 4153 دولار ثم 4090 دولار، وقد يمتد الهبوط إلى حاجز 4000 دولار. وعلى الجانب الآخر، فإن نبرة تميل إلى التيسير قد تعيد إشعال الزخم الصعودي وتدفع الذهب لاختبار مستوى 4300 دولار، وربما التوجه نحو قمم قياسية جديدة قرب 4381 دولار.