الذهب يتراجع قرب القاع اليومي وسط تفاؤل تجاري وضغط فني؛ التوترات الجيوسياسية تحد من الخسائر
تراجعت أسعار الذهب قرب 3200 دولار وسط تفاؤل تجاري بين واشنطن وبكين قلل من الطلب على الملاذات الآمنة. ضعف الدولار حدّ من الخسائر، فيما تبقى التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وأوروبا عاملاً داعمًا للسعر. فنياً، الكسر دون 3225 دولار قد يفتح الطريق لمزيد من الهبوط، بينما العودة فوق 3265 دولار قد تعيد الزخم الصعودي.
سجلت أسعار الذهب تراجعًا طفيفًا خلال تعاملات الأربعاء، لتبقى قريبة من القاع اليومي عند مستوى 3200 دولار للأونصة، في ظل تحسن شهية المخاطرة عالمياً، ما أدى إلى تراجع الطلب على الذهب كملاذ آمن. ومع ذلك، أسهم ضعف الدولار الأمريكي في تقليص خسائر المعدن الأصفر وسط ترقب المستثمرين لتطورات المشهد الجيوسياسي.
جاء هذا التراجع في ظل تزايد التفاؤل بشأن الهدنة التجارية المؤقتة بين الولايات المتحدة والصين، عقب تصريحات إيجابية من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول العلاقات الثنائية، مما أضعف من جاذبية الذهب كملاذ آمن خلال الجلسة الآسيوية.
على الجانب الآخر، عززت بيانات التضخم الأمريكية الضعيفة التوقعات بخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة مرتين على الأقل خلال 2025، مما حد من مكاسب الدولار الأمريكي، وساعد على كبح الهبوط الحاد في أسعار الذهب. ووفقًا لمكتب إحصاءات العمل الأمريكي، انخفض مؤشر أسعار المستهلك السنوي إلى 2.3% في أبريل، بينما ارتفع المؤشر الأساسي بنسبة 2.8%، بما يتماشى مع التوقعات.
وفيما لم تصدر بيانات اقتصادية أمريكية مؤثرة اليوم، يترقب المستثمرون خطابات أعضاء مجلس الاحتياطي الفيدرالي التي قد تقدم إشارات بشأن مسار السياسة النقدية، فيما تلعب معنويات المخاطرة دورًا محوريًا في تحديد اتجاهات التداول على المدى القصير.
المخاطر الجيوسياسية تدعم الذهب
رغم التراجع، ما زالت بعض العوامل الجيوسياسية تدعم الذهب، حيث تتجه الأنظار إلى المحادثات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا المرتقبة في إسطنبول، في أول لقاء من نوعه منذ عام 2022. كما أضاف اعتراض الجيش الإسرائيلي لصاروخ باليستي حوثي أطلق من اليمن، عنصرًا آخر من التوتر الجيوسياسي الذي يحد من الضغوط البيعية على الذهب.
منظور فني
فنيًا، يُظهر الذهب بعض الثبات بالقرب من المتوسط المتحرك الأسي 200 فترة على الرسم البياني لـ4 ساعات، قرب 3225 دولار. وقد يشير الكسر الواضح لهذا الدعم إلى تسارع الهبوط نحو مستويات 3200 ثم 3135 دولار، مما يعزز سيناريو استكمال التصحيح من القمة التاريخية المسجلة في أبريل قرب 3500 دولار.
في المقابل، تشكل منطقة 3265-3266 دولار مقاومة فورية، وإذا تم تجاوزها، فقد يعود الذهب لاختبار مستويات 3300 دولار، ثم 3317-3318 دولار، ما قد يشير إلى تحوّل صعودي جديد باتجاه 3345 ثم 3365 دولار، قبل استهداف الحاجز النفسي عند 3400 دولار.
